المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٢

عمق الإدراك

يخبرني صديقي بأنه تعرض لحادث مروري بالأمس ،، يقول لي ،، أرجوا أن تسامحني ،، بعد حواري مع صديقي الجميل ،، والإطمئنان على حالته الصحية ،، والدعاء له ،، وتفقد أحواله واحتياجاته ،، تأملت للحظة ،، قلت ،، ما أروع هذا الإنسان. روعته تظهر في مبادرته وإدراكه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،، وتعمق في نفسه فهم ،، أن الشر لا يأتي من الله ،، ما اصابك من خير فمن الله ،، وما اصابك من شر فمن نفسك ومن الشيطان. تأملت في عمق إدراك صديقي ،، لأن هذا الحادث ،، الذي ربما يمر عليه كثيرون على أنه شيء عابر لا شي اي شيء ،، وقف عنده هذا الرائع ،، وأدرك أن هنالك خطأ ما أو خلل ما أو أمر ما يحتاج منه الى تأمل فوقف عنده ،، رغم الامه وجراحه وكسوره. ترك صديقي كل شيء جانبا وبدأ يكفر فيما اخطأ من ظلم ،، كتب على صفحته في الفيس بوك تعرضت لحادث أرجوا أن تسامحوني ،، ومن أخطأت في حقه أن يسامحني ،، ركز جل تفكيره على ذاته ،، ما أعمق هذا الإدراك. نحتاج دائما الى الوقوف عند كل عسر يمر بنا ،، والتفكير في عمق ،، ما الذي حدث ولماذا حدث وكيف حدث ،، نحتاج إلى التفكير في انفسنا قبل القاء اللوم على الآخرين وتعليق اخطاؤنا على الاخرين. لفت ا

الناس أجناس لا أنجاس

نحن ندرك جيداً كمسلمين، أنه لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، ونعلم أن العالم اليوم يضم أمماً من الناس، كثيرة اعتلت وارتقت ليس بعروبتها ولا بتحزبها، وإنما بعملها وعلمها، إلا أننا لا نزال نخوض ونلعب في مجالسنا، بأقوال منبوذة لا ينبغي لقائل أن يقولها. إن الواعي يعرف أن الوقوع في شرك الحوار، والخوض في قباحة التصنيف، أمر يخالف الدين، يقول الله: " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" والمتأمل في عمق أسباب الخلق وتصنيفهم شعوباً وقبائل، يعرف أن تجاهل التصنيف أولى من إثباتها. تتغير الحوارات والمواضيع، لكننا في كثير من الأوقات نكاد نتفق على عنصرية، ونمقتها في وقت لاحق، يقول الله "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ م

الإبداع بين الحقيقة والخيال - نيوتن

لا تزال الرواية الساذجة التي تعلمناها ترسم لنا محاورا غير صحيحة للإبداع والتطور الحقيقي للقدرات الذاتية، تقول الرواية القديمة، بأن رجل كان جالسا تحت شجرة، سقطت عليه التفاحة، فأدرك قانون الجاذبية الأرضية، إنه العبقري اسحق نيوتن. ويضاف على القصة أنه كان فاشلا في المدرسة وفصل في الصف الثالث الإبتدائي، لما لا إن كانت الصدفة هي من يلد الفرصة؟!! الجانب الخفي من القصة، أن نيوتن كان باحثا متعلما ولد عام 1642 واجتهد في دراستة حتى تخرج من الجامعة عام 1660، وانتخب عام 1701 ممثلا لجامعة كامبردج ورئيسا للجمعية الملكية عام 1703 كما منح لقب فارس من الملكة آن عام 1705، ساهم نيوتن في اثبات نظرية كليبر المتعلقة بحركة الكواكب، وهو اول من صنع مقراب عاكس عام 1688 وهو نفس المقراب المستخدم اليوم في المراصد الفلكية. وهو من شارك ليبنيز في تطوير علم الحساب التفاضلي (يعلم طلاب المرحلة الثانوية للأقسام العلمية هذا العلم جيدا، لكنهم لا يعلمون أن نيوتن هو من أسسه)، ويعتبر هو ابو الفيزياء وصاحب القانون المشهور، لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكس له في الاتجاه. الدارس لحياة نيوتن يدرك أنه من الاستحاله للصدفة

الإبداع بين الحقيقة والخيال - بل غيتس

كل القصص القديمة تحتاج منا إلى إعادة تحقيق في بنيتها الركيكة، روي لنا أن بل غيتس لم يكمل دراسته الجامعية، صحيح لإنشغاله في مشروعه، شركة مايكروسفت، وفجأة أصبح الرجل عبقري وملياردير، ماذا نقدم لأبناؤنا، تراث من الفشلة يصبحوا عباقرة، ثم نطلب منهم أن يجتهدوا في دراستهم. الحقيقة عكس ذلك تماما، فلقد تميزت بل غيتش على زملائه في الدراسة في المرحلة الإبتدائية ولاحظ والديه ومعلموه نبوغه وذكاؤه، مما حدا بهما لإلحاقه بمدرسة لايك سايد (Lakeside) الخاصّة والمعروفة ببيئتها الأكاديمية المتميزة، وكان لهذا القرار الأثر البالغ على حياة بيل ومستقبله، ففي هذه المدرسة تعرّف بيل على الحاسوب لأول مرّة. أصبح بيل شغوفاً بالحاسوب- وكان وقتها طالباً في الصف الثامن- فقد أمضى غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلاً بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنّه أهمل واجباته وتغيّب عن صفوفه الدراسية في بعض الأحيان. شكل بيل غيتس مع مجموعة زملائه فريق عمل ليبدأ العمل في البرمجة وهم في المرحلة الدراسية مع شركة CCC وبعد أن أغلقت الشركة أبوابها عاد الفريق من جديد ليعمل بشكل خاص لاحدى الشركات وعمل نظام محاسبي لهم بلغة كوبل، و

الإبداع بين الحقيقة والخيال - أديسون

عجبت كثيرا من غباء شخص يحاول أكثر من 1024 مرة لاختراع المصباح الكهربائي وهو لايمل، وكيف كان يعيش ومن أين يأكل ومن يصرف عليه إن كان جل تركيزه في أمر أخذ وقته وجهده وطاقته، والأغرب من ذلك أن هذا الغبي لم يكمل دراسته في المدرسة، وإليك الرواية الحقيقية. صحيح أن أديسون طرد من المدرسة لإدعاء اساتذته بأنه غبي، ولكن لم تنتهي القصة عند هذا الحد، بل اهتمت به والدته اهتماما كبيرا ورفضت ان يكون ابنها غبي واهتمت به هي بنفسها في تعليمه العلوم، يقول جار أديسون، كثيرا ما كنت ارى ام اديسون وهي تعلم ابنها في حديقة المنزل، هذه الرعاية البيتية استطاعت ان تخرج لنا عالما، ومن مراحل تعلمه في الصغر ان أبوه كان يمنحه مبلغ صغير من المال مقابل كل كتاب يقرأه, حتى بدأ توماس في قراءة كل الكتب التي تضمها مكتبة المدينة. لم يكن متهورا في انغماسه في اختراع المصباح الكهربائي فحسب، بل اخترع المايكروفون والفونغراف (الاختراع الذي ادى الى تطوير المسجل أو النقل الصوتي) واخترع الة نقل البرق (البرقية)، وعمل في اخر حياته بداية الرسوم المتحركة، وسجل باسمه اكثر من 1000 براءة اختراع، وهو من ساهم في اختراع اول جهاز للأفلام واول من

الإبداع بين الحقيقة والخيال - إنشتاين

نعلم أن إنشتاين ولد عام 1879 في ألمانيا رسب في الرياضيات وكان يعاني من صعوبات في التعلم ثم قفزنا فجأة إلى النظرية النسبية واسهاماته في الفيزياء الحديثة إلى أن مات عام 1955. هنالك جانب هام في حياة إنشتاين أغفلناه فتشكلت فكرة خيالية عن الإبداع أنه مقدرة عقلية فطرية صرفة، وهذا لا يتوافق مع المنطق، إن الجانب الذي تم إغفاله في حياة إنشتاين هو وتبنَّى اثنان من أعمام أينشتاين رعايته ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات. صحيح إن إنشتاين طرد من المدرسة في ميونخ، معلومة قديمة ولكن لماذا لم نتعلم أن إنشتاين تابع بعد ذلك دراسته ليتخرج من المدرسة الثانوية في ميلانو (إيطاليا)؟!! معظم ما أخذه أينشتاين في نظريته النسبية الخاصة كان من العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، هذا يؤكد أن إنشتاين فرغ إلى دراسة الفيزياء، ومن المؤكد أنه عمل في مكتب تسجيل براءة الاختراعات السوسري. نعلم أن إنشتاين في عام 1939 كتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لينبهه على ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة قبل الألمان وذلك قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. وفي العام 1940، صار أينشتاين مو

النساء ناقصات عقل ودين

الأمر ليس كذلك ولن يكون بأي حال، فهنالك دائما روايات عابثة ومفاهيم مغلوطة، تسعى إلى التحزب والتصادم، لتأكد فضل الرجال على النساء أو العكس، والحديث ذو شجون في موضوع تتقاطع فيه القيم والمبادئ، وللفكرة أبعاد كثيرة. من يتعرض لهذا الموضوع يجد انتقادات كثيرة ومعارضات أكثر، وعند تجزءة الموضوع إلى محاور نقاش، والوقوف على كل محور من جانب الاستدلالات والشواهد، نجد بطلان للفكرة من أساسها، علاوة على أنها قاعدة لدى الكثير من الناس، أن صح التعبير مجازاً على أنها قاعدة. ثلاثة أسئلة يمكنها أن تفصل الموضوع بشكل يتيح المجال للحوار فيه، وهي: هل النساء ناقصات عقل ودين؟ لماذا النساء ناقصات عقل ودين؟ إن كانت إجابة السؤال الأول نعم؟ ما الفائدة من إثبات أن النساء ناقصات عقل ودين؟ من قال أن النساء ناقصات عقل ودين؟ فإن كان الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهذا يتطلب دراسة متعمقة للقرآن والحديث، وفهم المعاني والشروح والتفسيرات، والأحداث والمناسبات، للخروج بمفاهيم متعددة تتطلب استدلال بعض الآيات بآيات أخرى والأحاديث بأحاديث أخرى، ومجمل القول في هذا الجانب حول أن هذه الفكرة نشأت من ال