المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

استنكار مضاد

يستنكر الأطباء على من يتحدث عن مواضيع الطب وهو ليس بطبيب، ويستنكر المهندسون على من يتحدث عن مواضيع الهندسة وهو ليس بمهندس، وكذلك أهل الشريعة وأهل الإدارة وأهل الفن، وأصحاب كل علم على من يتحدث بعملهم وهو ليس منهم. عندما لا يقوم الأطباء بدورهم كما يجب، وعندما يبدع آخرون في الحديث عن مواضيع ليست ضمن تخصصاتهم الأساسية، أرى أن على أهل ذلك التخصص أن يلتفوا حول المتحدث إن كان صاحب معرفة ورؤية وعمق فكري وعلمي فيما يتحدث عنه. والقارئ في سير العلماء وتاريخ المفكرون سيدرك أن هنالك أقوام تحدثوا بعلوم ليست من ضمن تخصصاتهم الأساسية ولكنهم أبدعوا في تناولها إبداع يستحق التقدير والاهتمام والاشارة اليه. والعجيب أن غالبا ما يبرز من يهتم في علم ويركز على دراسته ويتعمق في فهمه ويدرك مداخله ومخارجه، أكثر من أهل التخصص أنفسهم، فجاك ويلش لم يتخرج من أروقة الجامعات، ولكنه خرج بفكره المستنير بنظريات تدرس اليوم في الجامعات، بما يتعلق بمواضيع القيادة، وأبدع بوزان في علم العقل، علما أنه ليس طبيب، وهكذا يؤتي الله الحكمة من يشاء. لا آبه بالاستنكار على قدر ما اهتم بالنتائج، فما قدمه الدكتور طارق سويدان في موضوع الق

فن التعليم وتعليم الفن

(1) لا يزال هنالك آلاف الطلاب في مدارسنا يكرهون مادة الرسم ودرس الرسم ومعلم الرسم، وهذا طبيعي لأن هنالك، آلاف المعلمون لا يحبون موادهم التي يدرسونها. (2) كل مهارة في الحياة فيها جانبين: علم وفن، فكيف نستطيع بناء الأول دون الثاني أو الثاني دون الأول. (3) حين كنت صغيرا، علمني عمي الرسم، كان رساما في احدى الجهات، كان يعمل قبل ذلك بسنوات معلم رسم، ثم سافر إلى بريطانيا، ليكمل دراسة الماجستير في نفس الرسم، وعاد ليعمل في المجال الذي يحبه، تجربة عمي شكلت مفهوما أساسيا لدي، بأن الانسان يجب ان يعمل فيما يحب ويحب ما يعمل فيه حتى يكون متميزا في مجال عمله، وهذا المعلم الذي نبحث عنه، من يفهم فن التعليم فيعلم الفن. (4) تنفصل المواد التعليمية في مناهجنا العربية عن الواقع الذي نعيشه فنرى تجردا لا مثيل له، إسأل ثلاثة معلمين عن أهمية مادة الرياضيات في حياتنا، ولا تتعجب إن كانت اجاباتهم مختلفة، بل لا تتعجب إن كانت متعارضة. (5) فن التعليم بحذ ذاته موضوع يحتاج الى دراسة وتخصص، لتعليم الاف المعلمين كيف يخرجوا لنا جيل قادر على التغيير والبناء، أما ثقافتنا التعليمية اليوم حدث ولا حرج، فمن البديهي أن