المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

اليابان و كوريا أم أمريكا وأوروبا

كنت أظن فيما أعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تحتلان الدرجة الأولى في تسجيل براءات الاختراع عالمياً، وربما تكوَن هذا الظن لدي من التأكيدات الإعلامية المتتابعة في رسم صورة ذكية عن التقدم والتطور العالمي الأمريكي والأوروبي الذي لا يمكن إنكاره، إلا أن ترتيب الدول حسب كثرة براءات الاختراع التي تسجلها سنويا، تضع اليابان في الدرجة الأولى ويليها كوريا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وبعد ذلك تأتي أوروبا وأخيرا افريقيا. تؤثر الثقافات والأنظمة على نتاج المجتمع وهذا ما يجعلنا نتأكد يوما بعد يوم، أن ثقافة الأسرة هي التي تؤثر بشكل مباشر على تكوين مبدعين في المجتمع، فالأسرة التي تعتني بصغارها وتهتم بأبنائها وتجتهد لتنمية قدراتهم العقلية والجسدية وتتبنى دور الحوار والمتابعة والاجتهاد في التطوير والتعليم، تنتج لنا جيلا مبدعا مؤثرا فاعلا منتجا. سادت موجة فكرية مؤثرة في الأوساط الشرقية العربية، في فترة قريبة، بأن نظام التعليم الأمريكي والأوروبي كذلك، يتيح لأبنائنا فرصا أوفر في التقدم المهني المستقبلي، ونجد بعد سنوات من هذا التوجه وتتبع تأثير هذه الموجة، بأن المسألة لا تعتمد على المناهج فحسب، ب

سرعة قاتلة

[قبل أن تقرأ هذا المقال: من يتابع قراءة مقالاتي سيجد تغيرا في طريقة تفكيري، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي فالتغيير والتجدد أمر هام جدا، للأفضل طبعا، فكن مستعدا، لنسف بعض القناعات السابقة التي كنت لوقت طويل أدافع عنها] ندرك أهمية التطور والتعلم والبحث دوما عن طرق تمنحنا قوة وتقدم على الصعيد الشخصي والعملي ونسعى دوما الى تحقيق ذلك، لكن البعض يغرق في عمليات التخطيط والتعلم وينسى أنه بحاجة إلى الواقعية والتأمل معا. هنالك خطر كبير يهدد الكثير من الجهود نحو التعلم، أنها في بعض الاوقات تجعلنا نندفع نحو تعلم أمور بذاتها، فننفصل عن واقعنا، ونكتشف بعد الانتهاء من امتلاك الادوات واتقان المهارات، أننا وكأننا نمتلك أفضل تقنيات مدفعية، بينما يمتلك العالم طيران يستطيع سحقنا في لحظات. نحن بحاجة للواقعة والعمل والاجتهاد والتعلم والتركيز ولكننا في ذات الوقت بحاجة للتأمل والاسترخاء والراحة والوقوف حتى لا نضيع في مسارات الحركة المتتابعة والتي ربما توصلنا الى الطريق الخطأ. كنت ولا ازال اتحدث عن اهمية السرعة، فمنذ تقديم كتابي القراءة السريعة للنشر عام 2006 وحتى اليوم وانا حريض جدا على ادراك اهمية السرعة في تطوير

القيادة في هرمية المجتمع

القيادة مهارة قد تكون موهبة من الله لدى البعض ولكنها متاحة لجميع الناس لأنها تخضع لقانون التعلم والإرادة فأي شئ يريده الإنسان في الكون يستطيع الحصول عليه وتعلمه، نستطيع تعلم القيادة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المجتمع كله قادة، ولا يقاس النجاح بالقيادة، فهنالك الكثير ممن حققوا النجاح في حياتهم، وهم أتباع وليسوا قادة، وكانت نجاحاتهم في مجالات تخصصهم وعملهم وانتاجهم. إن المجتمعات والمنظمات والبيوت بحاجة إلى قادة تحرك الأفراد (الجماعة) نحو هدف محدد، يجعل من حياتهم وعملهم يحقق أفضل نتائج، تعود على الجميع بالنفع والفائدة، وتساهم في تحقيق الارتقاء والنمو والتقدم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم" القادة هم القادرون على التخطيط، لمساعدة الآخرين على تحقيق الأهداف والنجاح، ويعمل القائد بشكل مستمر على تحسين مهارات الفريق، ليستطيع تحقيق أفضل النتائج والأهداف للمجتمع. القائد لا ينشغل في الأمور الحياتية الروتينية اليومية، بل يركز على استشراف المستقبل ووضع الخطط المستقبلية وتطويرها وحل أي مشكلات مستقبلية متوقعة قد يواجهها كما أن على القائد الناجح و

نهاية من جديد

عندما نقع في مشكلة فإننا نشعر بأن هنالك خط نهائي للزمن، علينا بلوغ الحل لتلك المشكلة قبل الوصول إلى ساعة الصفر، والنهاية الحتمية التي قد تقع بضرر كبير علينا، مما يدفعنا إلى التفكير والتحرك بسرعة تفوق بمقدارها تلك السرعات التي نتحرك بها عادة في الحياة، وبغض النظر عن النهاية التي نصل إليها عند اللحظة الحاسمة، سرعان ما تنتهي القصة، وتبدأ قصة جديدة، ونسعى إلى الحل بذات العقلية وذات السرعة، ونهاية من جديد. يرفض معظم الناس التفكير في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات في وقت المشكلة، وذلك لأننا نفكر وكأن الأهم هو حل المشكلة وليس تطوير الذات أو العمل على التعلم والتغيير الذي كان يفترض بنا السعي له قبل حدوث المشكلة، وطريقة التفكير هذه شائعة رغم أنها خاطئة تماما. هنالك مثل نعرفه جميعا، ونقاذفه من حين لآخر، "الحاجة أم الاختراع"، لكننا سرعان ما ننسى هذا المثل أو نتناساه في حالة وقوعنا في المشكلة، وكأن العامل الوحيد للتطوير هو الوقوف في دائرة الراحة. نحن بحاجة إلى التفكير في إيجاد حلول إبداعية حتى في تلك المواقف الصعبة، وبحاجة إيضا للتعلم في وقت الأزمات أيضا، فكلما زاد الضغط على الإنسان كلما أ

تكوين

تتراكم الخبرات والمعارف التي نتلقاها من خلال الحواس طيلة حياتنا لتشكل عمقا خاصا بنا يمثل خارطتنا الذهنية، وهذا التكوين يتشكل من البيت والمدرسة والعمل والمجتمع بكل زواياه، ويتجدد ويتغير هذا التكوين بمقدار متصاعد أو متنازل بحسب ما يحيط بنا. لا يمكننا عزل كل تلك المؤثرات الخارجية التي تحيط بنا عن حقيقة ما نؤمن به وما نعتقده ونفهمه عن الحياة، والمثال الذي أطرحه دائما في محاضراتي التدريبية، يعتبر نموذجا توضيحيا لهذا التكوين وكيف يتشكل. المثال: لو أننا أخذنا شخصا ولنفترض أن اسمه عباس، وعمره سنتين، أخذناه من حضن أمه التي تعيش في ليبيا، وأبعدناه عن توأمه أحمد، وعاش أحمد في ليبيا، وعباس عاش في أمريكا مع أسرة تبنته، وبعد ثلاثون عاما التقى عباس وأحمد، سنجد فارقا كبيرا في مستواهما الاجتماعي والثقافي والديني حتى، وهذا يعني أنه إذا صغرنا الحالة أو كبرناها تعكس لنا نتيجة واحدة وهي أن الإنسان يتغير بحسب بيئته الخارجية. ستؤثر حتما طبيعة دراستك وطبيعة علاقاتك وطبيعة عملك في تكوين عقليتك وثقافتها وحتى مستوى الذكاء ربما يزيد أو ينقص، بفعل ما يحيط بك، ولذلك علينا دوما فحص ما يحيط بنا وما يؤثر علينا لأنه ا

تراجع بصمت

ربما ندرك جيدا أن مقولة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، تترجم بواقع حقيقة لا خيال، وترتقي على مستويات القاعدة لتكون مسلمة، حين قال: مالم يكن إلى زيادة كان إلى نقصان، فعندما ننظر إلى كثير من الأمثلة التي تبرهن صحة هذه المقولة، نجد أن كل ساكن متراجع بحكم تقدم ما حوله. إذا كنت تمتلك 100 الف دولار من عام 1990 وأودعتها في البنك، ولم تقترب منها طيلة عشرون عاما، ستجد أنها في عام 2010 بالأرقام هي ذات ال 100 ألف دولار، لكن بالمقارنات، وقياس حقيقة القيمة التي تقف خلف المبلغ تراجعت بنسبة 70% على الأقل، فما كنت تستطيع شراؤه في عام 1990 بمبلغ 100 ألف دولار، لا يمكن شراء ربعه في عام 2010. وهذا المثال ينعكس على كثير من أمور حياتنا التي سكنت بواقع عدم سعينا إلى تطويرها وتنميتها وتجديدها، لنكتشف بعد عقد من الزمن أنها تراجعت وتأخرت وربما قضت في بعض الأحيان، لتبرهن حقيقة التراجع الساكن. ولذلك فإن الحفاظ على الأشياء لا يعني الاحتفاظ بها على ما هيتها، وإنما يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، لتنميتها وتطويرها والعمل على زيادتها، لنحافظ على الارتقاء العملي والزيادة الفعلية لقيمتها وليس فقط الحفاظ على ثمنها. وهذا ا