غيوم الشتاء تمطر
(1) في الحياة قواعد ثابتة مثل شروق الشمس وغروبها وقانون الجاذبية الأرضية، ومجموعة من القوانين الطبيعية، فيزيائية وكيميائية وحيوية، نعيش وفقها في هذه الحياة، وإلى جانب تلك القوانين، هنالك قوانين اجتماعية وعملية ومهنية أيضا لا يمكن أن تتغير، فما قاله الشاعر حقيقي حين قال: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت اكرمت اللئيم تمردا، وتتعدد هذه القوانين الاجتماعية باختلاف الثقافات والشعوب والقبائل والمجتمعات لكنها تصب غالبا في نتائج متشابهة. (2) من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل، تماما هذه القواعد والقوانين تعمل مثل قواعد وقوانين الجاذبية الأرضية، فأي جسم يرتفع بفعل قوة، سيصل إلى تأثير القوة صفر، ثم ينزل باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، وبالتالي نحن نعيش على الصعيد الطبيعي (الفيزيائي والكيميائي والحيوي) وفق قوانين طبيعية، ونعيش على الصعيد الاجتماعي وفق قوانين طبيعية، وثابتة أيضا (3) ليس غريبا أن نعلم من خلال التجارب السابقة والحياة التي عشناها بأن غيوم الشتاء تمطر، وهذه الحقيقة تتكرر كل شتاء، لكننا في الوقت نفسه نرى مثل هذه الظواهر كل يوم، ونتجاهل الأمر وكأن غيوم السماء تمطر،