المشاركات

عرض المشاركات من 2018

حياة الدراويش

نشترك في الحياة معا ونتعاون معا ونعيشها جماعيا لا فرادا، يقاسمنا الوجع صديق،  ويتحملنا حبيب، ويسهر معنا القريب والغريب، نعتني بغيرنا أحيانا أكثر من عنايتنا لأنفسنا، ندلل غيرنا أحيانا أكثر من دلالنا لأنفسنا لأننا نعيش معا. حين ننكسر ييسر الله لنا من يساعدنا باعادة البناء، نكتشف أصحابا لم نكن نعرف قدرهم من قبل، ننتصر بقوة الإرادة النابعة من الذات والتي يعززها من حولنا من الأوفياء. حين ننهزم نقع بين خيارين إما الثقة بأنفسنا ومن تبقى من حولنا لننطلق من جديد أو ننعزل لنفشل ونضيع كل فرصة تغيير، نرى قيمتنا في أعين الأبناء والاخوان والأصحاب والأحباب والجيران والمجتمع، وحين نفقد شيء من قيمتنا نعود لكل ما حولنا ليعزز فينا القيم التي نمتلكها. نحمل هم الدنيا وتصاريف الأحداث ونحن مؤمنين بأن رزقنا على الله وهذا لا يتعارض، لأن هم المستقبل يحرك همتنا، والتوكل لا يعني التواكل، نكره الأناني ولذلك نحمل هم رضا الله وهموم من حولك فنعيش حياة الناصح الأمين والأخ الحبيب والأخت الكريمة ونعاون والله يعين الجميع. نحزن ونفرح، ولا يرحل الحزن بحركة ولا عبادة وإنما يرحل حين نساعد المحتاج وحين نعمل بوصية الجار

أقرب مما تتوقع

هنالك مشكلات نخوض فيها الأيام والسنوات محاولين إيجاد حلولا لها ومع ذلك لا نستطيع حتى احراز تقدم بمقدار خطوة واحدة للأمام لعلاج هذه المشكلة، وبعد فترة طويلة جدا، نكتشف أن الحل أيسر مما نتخيل وأقرب مما نتوقع، وهذا يحصل كثيرا ونواجهه في حياتنا، ولكن بعد فوات الأوان، وربما بعد ضياع الفرص، فكيف نستطيع اقتناص الفرص؟. لو كان بالامكان معرفة الحل القريب جدا، لما ضاعت الفرص ولا تضاعف الشعور بالتعب وفقدان الأمل من الضغط الواقع علينا بسبب عدم رؤية الحل أو معرفة طريقة الخروج من المشكلة، وهذا يعني أن الحل اليسير أو المعقد لا يختلفان بالتقييم من ناحية عدم توفر أيهما لحل المشكلة، فأنا بحاجة إلى حل معقد أعرفه ولن يفيدي حل يسير لا أعرفه وفي كلتا الحالتين أنا ابحث عن المخرج الآمن من المشكلة والسريع بأقل الأضرار. هنالك كلمة سر تعالج المشكلة وهي تغيير طريقة التفكير بحيث نركز على الهدف من المشكلة والبحث عن حل يحقق ذلك الهدف، فالتفكير بالمشكلة على أحسن حال سيعقد الأمر حتى لا نرى الحلول القريبة، ولكن إعادة النظر إلى المشكلة من زوايا تعريفها وتحديد أهداف حلها، بالتأكيد سيعين كثيرا في إيجاد حلول سري

حقوق المرأة

من يعتقد أن المرأة تعيش في عالم يسلبها حقوقها دون غيرها، فهو يجهل أن هذا العالم تغيرت قوانين اللعبة فيه، فبات سلب الحقوق موصولا بالسالب لا بالمسلوب، فهنالك حقوق دول وأمم تسلب دون أي مبرر غير الاستعلاء والطمع والتجبر من قبل السالب على المسلوب، فالقضية ليست قضية المرأة وإنما قضية الظلم والعدل. نستمع في الاعلام والصحافة وفي كثير من المحافل والمناسبات من يتزعم حملة الدفاع عن حقوق المرأة وكأننا نعيش في الغابة، ولا أنكر أن هنالك من يقع عليهن تعدي ولكن الأمر ليس معلقا بالنساء، فالدول يقع عليها تعدي، فلماذا لا نسمع هذا الدفاع، والرجال يقع عليهم تعدي، فلماذا لا نسمع من يدافع عن حقوق الرجل مثلا، والطفولة مسلوبة كثيرا من حقوقها فأين من يدافع عن الطفولة، يقول كاظم الساهر: "انا كاظم اقول لأي انثى الرجل الذي يجعل عيناكِ تبكي هو ليس بالأصل رجل ليستحقك" وردي بكلمتين: هل أنت أرجل من الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي بكت منه زوجاته؟!!! عاش الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا، وقال في النساء الأحاديث التي تحافظ لهن عن حقوقهم ولكنه قال أيضا صلى الله عليه وسلم: رأيتكن أكثر أهل النار، في حياته صلى

السكوت من ذهب

تقول الحكمة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، والقصة تحكي الحكاية من البداية بأنه في زمن مضى حكم على ثلاثة بالإعدام وهم عالم دين ومحامي وفيزيائي، وفي لحظة تنفيذ حكم الإعدام، بدؤوا بالشيخ - عالم الدين - ووضعوا رأسه على المقصلة لينفذ به حكم الإعدام وعرضوا عليه أن يقول كلمته الأخيرة، فقال: الله سينجيني. وعندها أنزلوا المقصلة فنزلت حتى أوشكت تلامس رقبته فتوقفت، فتعجب الناس المتجمهرين لحضور حكم الإعدام وبدؤوا بالهتاف: أطلوا سراح الشيح فقد قال الله كلمته ونفذ حكمه وأنقذ حياته، فما كان من الحاكم إلا أن أمر الجنود أن يعفوا عنه ونجا الشيخ. ثم جاء دور المحامي وعرضوا عليه ما عرض سابقا على الشيخ، إن كان يريد قول كلمة أخيرة، فقال: العدالة هي من ستنقذني، وأعطى الحاكم إشارة تنفيذ الحكم، فنزلت المقصة وعندما وصلت إلى رأسه توقفت، فتعجب الناس وصرخوا: بريء أطلقوا سراح المحامي، العدالة قالت كلمتها، ونجا المحامي كما نجا الشيخ وجاء دور الفيزيائي، فلما سألوه عن كلمته الأخيرة، قال: أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول فنظروا للمقصلة و وجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول، فأصلحوا

تريث ولا تتعجل واجعل حركتك سريعة

نستمع إلى أحاديث المجالس يوميا وكلمات كلها تدور حول فكرة الصبر، عليك الانتظار فالمرحلة حرجة ولا تتعجل فالمخاطر كثيرة، ولا أعلم ننتظر ماذا؟ أو كما قال أحد الزملاء في حوار مفتوح: ننتظر إلى متى؟، نتفق على أن العجلة تضر بصاحبها وكما تقول الحكمة العربية في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ولكن السرعة مطلوبة في جميع مجالات الحياة، مطلوبة في التعليم والعمل والسعي والمحاولة والتجربة وأيضا مطلوبة في اتخاذ القرارات، فاتخاذ الف قرار خاطئ أفضل من عدم اتخاذ القرار، لأن الألف قرار خاطئ ستعلمك وستمنحك خبرة تستطيع بناءا عليها اتخاذ قرارات تؤول إلى النجاح، بينما عدم اتخاذ القرار لا يفيد شيئا. في عالم متسارع، تتسارع فيه حتى القرارات السياسية، فالحروب التي كانت الأحزاب والأنظمة في الدول تخطط لها أشهر وسنوات لاتخاذ قرار خوض الحرب، باتت تتخذ تلك القرارات بين عشية وضحاها، وبات الأمر سريعا بدرجة لا يمكن حتى استيعابها ولذلك نحن بحاجة لتطوير قدراتنا على التكيف مع هذا العصر السريع، لنجعل كل شيء في حياتنا سريع جدا لنتمكن من المواكبة واللحاق بالركب وعلى أقل تقدير علينا أن نكون مسرعين حتى لا نسحق بين جحافل ال

مشروع العمر

حين ينتقل الإنسان من دولة إلى أخرى أو حين يعود إلى وطنه بعد سنوات الغربة، وبعد سنوات من العمل والتعب والتضحية يحلم أن يفتح مشروع العمر الذي سيدر عليه المال وهو مرتاح ليحصل على مكافئة من الرحمن الرحيم الوهاب الكريم الغني المعطي ولذلك تبدأ فكرة تأسيس عمل تجاري مربح ومشروع جديد. البدء بمشروع استثماري أمر مهم والمحاولة تقتضي المخاطرة ولكن عليك حساب خطواتك جيدا لأنك ستسقط في البدايات، فإن لم تكن سقطاتك محسوبة ستؤدي بك إلى انهيار يصعب النهوض بعده. نصيحتي لكل من يفكر في بدء مشروع العمر بعد التقاعد أو العودة من الغربة أن يضع ماله في أصول ثابتة ولا يبدده، بالذات أنه عمل طيلة حياته موظفا وليس له خبرة في الاستثمار أو إدارة المال، فالإخفاقات واردة في تلبداية، وتجميد المال في أصول سيحافظ عليه أطول وقت ممكن ولايعني أن لا يستثمر بل هذا سيوفر له قدرة على الاستثمار بشكل أفضل. أولا ابدأ في البحث عن مصدر دخل ولو ضعيف جدا، حتى إن كان لا يحقق له أكثر من 50% من الاحتياجات لأن ذلك سيضمن التواجد داخل السوق وأن بناء شبكة علاقات وفهم سوق البيئة التي تنوي الاستثمار فيها وفي الوقت ذاته ابدأ في قراءة مؤشرات الس

البطة السوداء

في المثل الشعبي يقال: "ابن البطة السوداء" للشخص الذي يشعر بالإقصاء أو التهميش أو العنصرية في التعامل، والمثل لا يقال للتمييز العنصري وإنما يقال من الشخص الذي وقع عليه التمييز، وكأنها رسالة تظلم أو تنبيه للشعور بحالة التمييز و الإقصاء أو التهميش، وهو مثل دارج في الشرق الأوسط وله نظير في الغرب والمغزى بأن أبناء البطة البيضاء مدللين ولهم من المكانة والاهتمام أكثر من أبناء البطة السوداء، وقد يكون المثل له علاقة بالتفرقة العنصرية بين البيض والسود، والسؤال لماذا هنالك تمييز أصلاً؟ التمييز العنصري ليس بين البيض والسود أو بين الغرب والشرق ولا بين الفرس والروم أو الرجل والمرأة، إنه عمق يلتقي بماهية الإنسان وطبيعة خلقه وكأنها سنة للاختبار والابتلاء، ففي الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الحجرات 13 القرآن الكريم، فالله العليم بمجريات الأحداث والخبير ببواطن الأمور يميز بين الذكر والانثى وجميع الشعوب

#أشياء_لم_أفهمها_بعد_في_الفيسبوك

حين تجد على صفحات الفيسبوك من ينشر أخباره الشخصية والخاصة وأين تغدى ومتى تعشى أو حالته الآن سعيد أوحزين، لم أفهم ما المغزى من ذلك حتى الآن؟ وتحديدا حين تجد دعوة لحفل زفاف، على الفيسبوك؟!!، هل تريد اقناعي بأنك تدعوا خمسة آلاف مشترك على صفحتك؟!!، تمام جملها بالكرم الحاتمي وارسل لهم حجوزات الفنادق وتذاكر الطيران ونفقات الرحلة. وتحديدا لماذا تشاركنا تفاصيل حالة والدك الصحية أو والدتك الصحية وكأننا نتابع الحالة الحرجة لرئيس دولة مثلاً؟!!، وأكثر علامات التعجب ترتسم حين أجد من يرمي كلمات لا معنى لها: "عزيزي المدرب" وخلاص هذه كل الرسالة، أو "الله يسامحك يلي في بالي"، لم أدرك حتى الآن ماذا تريد يا عزيزي. أجمل ما أقرأ حتى دون فهم الأسباب عبارات مثل تلك التي كنا نقرؤها على رزنامة التقويم، ولكن الفرق في ذلك الزمان كنا نقرأ حكمة باليوم ونعمل بها طوال الأسبوع، أما اليوم أصبحنا نقرأ 365 حكمة باليوم، وهيهات أن يدرك العقل واحدة منها ليعمل بها. وسائل التواصل الإجتماعي متاحة للجميع ومن حق الجميع نشر ما يريد، واختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وهذه رؤيتي في النشر، عَنْ رَسُول

متعة الانتظار

الانتظار ممل بطبيعته ولا أحد يحب هدر الوقت أو الوقوع تحت رحمة المجهول، حتى أن كثيرا من الناس يهملون عيادة الطبيب الدورية أو زيارة طبيب الأسنان بسبب كرههم الشديد للانتظار مع ما يترتب على ذلك الإهمال من سوء العواقب، فهل بالإمكان تحويل الانتظار من عملية مكروهة إلى ممتعة؟ وكيف نجعل من الانتظار شيء ممتع؟ سننتظر طويلا وكثيرا، هذه سنة الحياة، وسنعيش أوقات صعبة تحت رحمة المجهول، وهذا يسبب الاما معنوية واجتماعية وشخصية وتتفاقم أحيانا لتتحول إلى آلاما مادية، ومحاولة تجاهل ذلك لن تجدي نفعا، فالأمر واقع والحل في الصبر والتفاؤل وهذه مهارات فعالة في مقاومة ألم الانتظار، ولكن تبقى علامات الاستفهام مطروحة، كيف نصبر؟ وكيف نمارس التفاؤل؟ الصبر يبنى بالإيمان، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فكلما زاد العمل الصالح زادة كفاءة الإيمان في قلوبنا وكلما زاد الإيمان زادت قدرتنا على الصبر، وتتطور قدرتنا على الصبر  من التعاضد مع الصابرين ومخالطتهم والجلوس معهم ومعاشرتهم، فالصبرين يمارسون سلوكيات يومية تعمل على تدعيم الصبر، وتزيد القدرة على الصبر مع الدعاء، تذكر قصص الصابرين تجدها كلها بدأت بدعاء أو ان

واصل على أي حال

واصل على أي حال سنوات من العمل والكتابة والبحث والقراءة والتعلم والتعليم والتدريب، تلقيت خلالها الاف الرسائل السلبية والإيجابية، وتلقيت انتقادات ذات معنى وأخرى لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، كل ذلك كان يمر، ويترك أثارا إيجابية وأخرى سلبية، وأصعب الانتقادات كانت تمر وتنتهي وتنسى وكأن شيء لم يكن. حين تبدأ، تتألق الأفكار الإبداعية ويشتعل فتيل الحماس بداخلك لتشعر بأن الله خلقك لتنقذ البشرية، هذه المشاعر المحفزة تمكنك من تحقيق ما يعجز عنه الاخرين لكنه أحيانا قد يجعلك تبالغ لتواجه من يقابل الحماس بالتنظير والمقامة والاستهزاء ويتحول النقد من عملية تقويم إلى عملية تقييم وما أسوأ هذه النتيجة. لن تصل إلى قيمة مضافة من الوقوف عند كل انتقاد سلب وفي الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الانتقاد كله، فهو الميزان الحقيقي الذي يقوم عملك، راجع النقد وتعلم من أخطاؤك. الحياة الدنيا ليست جنة ومن فيها ليسوا ملائكة، نعم هم ليسوا شياطين والحياة ليست جحيم، وهذا يعني أن البيئة المحيطة بك فيها الطيبين والعارفين والمحفزين والمثقفين والغوغائين والحاسدين والمنافقين والصادقين والكذابين والمجاملين والمحبين، والتمييز بينهم جد

لا يزال الوقت ملائم لاقتناص فرصة جديدة

سنوات من العمل والكتابة والبحث والقراءة والتعلم والتعليم والتدريب، تلقيت خلالها الاف الرسائل السلبية والإيجابية، وتلقيت انتقادات ذات معنى وأخرى لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، كل ذلك كان يمر، ويترك أثارا إيجابية وأخرى سلبية، وأصعب الانتقادات كانت تمر وتنتهي وتنسى وكأن شيء لم يكن. حين تبدأ، تتألق الأفكار الإبداعية ويشتعل فتيل الحماس بداخلك لتشعر بأن الله خلقك لتنقذ البشرية، هذه المشاعر المحفزة تمكنك من تحقيق ما يعجز عنه الاخرين لكنه أحيانا قد يجعلك تبالغ لتواجه من يقابل الحماس بالتنظير والمقامة والاستهزاء ويتحول النقد من عملية تقويم إلى عملية تقييم وما أسوأ هذه النتيجة. لن تصل إلى قيمة مضافة من الوقوف عند كل انتقاد سلب وفي الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الانتقاد كله، فهو الميزان الحقيقي الذي يقوم عملك، راجع النقد وتعلم من أخطاؤك. الحياة الدنيا ليست جنة ومن فيها ليسوا ملائكة، نعم هم ليسوا شياطين والحياة ليست جحيم، وهذا يعني أن البيئة المحيطة بك فيها الطيبين والعارفين والمحفزين والمثقفين والغوغائين والحاسدين والمنافقين والصادقين والكذابين والمجاملين والمحبين، والتمييز بينهم جد صعب،