إبدأ .. الآن

لا أزال أذكر أول مرة فكرت فيها بكتابة هذه الوريقات، إنها المرة الأولى قبل عشرة سنوات، صحيح لقد تطورت فكريا وعلميا وخبرتي زادت في الحياة إلا أن الفكرة لم تتغير فهي كما هي ولو جئنا الآن نحسب الأرباح والخسائرمن التأجيل لوجدنا أن الأرباح هي رؤية أعمق من ذي قبل بكثير، والخسائر أكثر مما تتخيل أجر مفقود لهذا العمل طوال العشرة سنوات الماضية وأعمال أخرى كان بإمكانها أن تصنع في ظل تحقيق النجاح المبكر لم تظهر ولم ترى ضوء الشمس، يقول الدكتور العلي إن متعة الحياة بإتخاذ القرارات ونحن نخسر من القرارات التي لم نتخذها بينما نستفيد من قراراتنا التي إتخذناها حتى وإن كانت نتائجها سلبية.

سئل أحد الأغنياء عن الطريقة التي إغتنا بها فقال قررت أن أغتني وبدأت أحاول حتى أصبحت غنيا، وكثر في عصرنا مرض التحطيم وأنا أسميه مرض التحطيم لأنه مرض برأيي نفسي وعضوي فالمصابين بهذا المرض يعملون عن غير عمد على تحطيم أنفسهم وتحطيم من حولهم، كنت عندما تخرجت أطمح للعمل براتب شهري 10000 ريال وكان من حولي يتشدقون ضحكا عند سماعهم لهذا الرقم مع أنه وبرأيي رقم ليس كبير فالطبيب في المدينة التي أعمل بها يتقاضى نفس الراتب ومع أني لست طبيبا ومع أني لم أتقاضا هذا الراتب منذ ذلك الوقت وحتى الآن إلا أن نظرتي هذه كان لها دور كبير في زيادة راتبي في كل وظيفة كنت أعمل بها لأني عندما كنت أسأل عن الراتب المتوقع كنت أقول لهم 10000 ريال وكان هذا الرقم يعطي إنطباع لمتخذ القرار وبعد النظر الى خبراتي وشهاداتي بأني واثق من قدرتي على تحقيق الهدف من توظيفي. واليوم أنا أرى أن رقم 1 بالنسبة لي هو 1000000 فما يدريك لعل هذه النظرة تمكنني من نيل ما أطمح إليه، طبعا مع توفيق من الله عزوجل وقليل جهد وعمل وكثير مثابرة وإجتهاد.

قرر ثم حاول ولا تخاف مع أن الخوف صديق التغيير إلا أنه بإمكانك الإستغناء عن هذا الصديق ومع أن له بعض الفوائد فالخوف يحملك على التفكير والتمحيص في الأمر قبل الخوض فيه ولكن بعد إتخاذ القرار سلم على صاحبك هذا وقله وداعا. نستطيع والله عمل الكثير ولكننا ندور في حلقات التحطيم والخوف والتقليل من الذات، كانت زوجتي منذ صغرها تحب الكتابة وتكتب ولكنها بعدما دخلت الجامعة تراجعت كثيرا عن ممارسة قدراتها وإخراج لئالئ أفكارها وبدأت أحثها على الكتابة وأن تعود الى سابق عهدها وبدأت أفكر في السبب وأبحث الأمر معها حتى عرفته فقد لاقت صنوف من التحطيم متنوعة آلت بها الى الركود وعندما قلت لها إكتبي ما يدريك لعل في ذلك دافع لأن تكوني من الناجحات في المجتمع أقبلت على الكتابة والقراءة في وقت كانت أفقر ما تكون فيه للوقت فوقتها كانت مسؤولة عن متابعة دراستها وطفلين أحدهم عمره أيام والآخر أشهر، غير المسئوليات العائلية والإجتماعية، فإنظر إنها الإرادة وإتخاذ القرار ثم المحاولة بعد ذلك هذا كل ما في الأمر.

وعودة الى موضوع تنفيذ الفكرة التي بين يديك فلقد كتبت وصفت ونسقت وروجعت وطبعت في عضون سبعة أيام فما المقارنة بالعشرة سنوات، تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إعقلها وتوكل" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

أَشْرَف بن مُحَـمَّد غُرَيِّب
جدة – 16/01/1425هـ
09/03/2004م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية