أنت أحسن

كلنا ذكورا وإناثا أحسن مما نتخيل فلو طلبت من أحد في مرحلة الشباب مابين 15 وحتى الأربعينات بأن يكتب أو تكتب نبذة عن نفسها تتلخص في عشرة سطور، ثم أتيت بهذه العشرة سطور ووضعتها جانبا وطلبت أن تقرأ هذا الموضوع ثم تعود لكتابة عشرة سطور أخرى. أنا متأكد من النتيجة التي ستكون وهي سيرة ذاتية أكبر قيمة وأكثر روعة وتألقا! يمكن لنا جميعا أن نتعلم ذلك فإبدأ المحاولة وأكتب نبذة عن حياتك ذكرا كنت أو أنثى، ثم أتركها جانبا وإقرأ هذا الموضوع وأعد المحاولة وستلاحظ الفرق بأم عينيك أو عينيك.

آمل أن نكون قد طبقنا التجربة قبل الإسترسال بقراءة الموضوع، فنحن نتعلم 10% فقط مما نقرأ بينما نتعلم 70% مما نقرأ ونعمل معا.

من أين تأتي فكرتنا عن أنفسنا؟ إنها تأتي ممن حولنا فتأثير الأهل والأقرباء والأصدقاء علينا هو الذي يصور فكرتنا عن أنفسنا وهذه الفكرة تشبه في كثير من الأحيان مرآت العجائب في مدينة الألعاب والتي ترينا أنفسنا تارة أضخم وتارة أنحل، تارة أطول وتارة أقصر وهذا بالضبط ما يقوم به كثير ممن حولنا فإنهم يصورون لنا حقيقة أنفسنا بحسب رؤيتهم هم للأمور وإلا فلماذا أجمعت قريش أمرها على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ بالطبع لأنهم صوروا أنه على باطل بينما هو على الحق، ولا شك أن هنالك الناصح الأمين والصديق الصدوق والناقدون للحق وبهدف الإصلاح فينا إلا أن حقيقة ينبغي إدراكها أن الآخرون يأثرون علينا سلبا كما يأثرون علينا إيجابا والحل أن ننتبه لكل مؤثر خارجي فإن كان حسن فنأخذه وإن كان سيئا نتركه.

يقول الله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" سورة التين. إذهب وإقرأ السورة لتعرف ماذا كانت نهاية الذين آمنوا وعملوا الصالحات ونهاية من غيرهم، والجدير بالتفكر به أن عمل الصالحات أمر يسير فإن كنت تقرأ في كتاب نافع فهذا عمل صالح وإن كنت تسمع شريط نافع فهذا عمل صالح وإن كنت تسلم أو تبتسم في وجه الآخر فهذا عمل صالح فعد على نفسك كم هونت على صديق وكم ذكرت آخر بالخير وكم نصحت آخرين وبرغم كثرة الأخطاء التي قد يرتكبها الإنسان وهذا آمر طبيعي لأننا بشر نخطأ ونصيب، إلا أن هنالك رصيد مدخر من الصالحات يمكننا تنميته، فمثلا أن تهدي هذا الموضوع لصديق يقرؤه هذا عمل صالح أن تقوم بالتجربة المكتوبة أول الموضوع هذا عمل إن شاء الله صالح أو أن تطرح هذه الفكرة على من حولك.

أنت أحسن مما ترى وأعظم مما تتخيل فلماذا تركن الى أن تكون في الزاوية القاتمة مع أن مكانك هناك في دائرة الضوء، كل ماعليك فعله أن تتحرك خطوات للأمام فدائرة الضوء موجودة والضوء مضاء وأنت موجود تحرك للأمام خطوات بسيطة ستكون بإذن الله في دائرة الضوء تحرك وأكتب نبذة عنك في عشرة سطور لتكمل التجربة التي بدأنا بها موضوعنا ولاحظ الفرق وإعلم أن الله سبحانه وتعالى يقيس الأعمال الصالحة بمثقال الذرة كما الحال مع الأعمال السيئة فكم ذرة حسنة صنعت؟.

أَشْرَف بن مُحَـمَّد غُرَيِّب
جدة – 16/01/1425هـ
09/03/2004م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية