بين الواقع والمتوقع

     كنت كثيراً ما أتوقع أن الناس تعرف ما يحدث من حولها، وأن القضية الفلسطينية بتفاصيلها معروفة لدى الجميع، وأنه ليس على وجه الأرض عربي واحد على الأقل لايعرف بالمعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في جميع الدول العربية، كل ذلك كنت أتوقعه من باب أن الأمر معروف للناس والمشاكل ظاهرة وكل شئ يحدث على المكشوف.

     في يوم من الأيام وفي إحدى الاجتماعات الودية في العمل، وعلى مائدة الإفطار الودية التي كانت تعقد كل خميس، وكان الجمع يجمع العديد من الموظفين، من جنسيات عربية مختلفة، تفاجأت أنهم لايعرفون أن اللاجئ الفلسطيني الذي يحمل وثيقة سفر مصرية لايحق له دخول مصر، ولا دخول العديد من الدول العربية، لا بتأشيرة دخول ولا بأي طريقة أخرى، والبقية من الدول العربية يحتاج لتأشيرة دخول تتطلب الكثير من التعقيدات للحصول عليها، وكانت هذه المفاجأة صدمة أولى لي في الواقع.

     وبعدها توالت الصدمات فعرفت أن هنالك فرق بين الواقع والمتوقع وهذا الفرق ناشئ عن قصر تفكيري، لأنني كنت أعتقد بأن ما أتوقعه هو الواقع بينما الحياة تقول غير ذلك، إن ماتتوقعه ليس بالضرورة أن يماثل الواقع، ومن ذلك اليوم قررت أن أحفز كل من أعرف بأن يبين للناس ماهو الفرق بين الواقع والمتوقع.

     ولعل  نصيحتي لكل أصحاب قضية عالمية بأن يسعوا إلى تعريف العالم بقضاياهم ولا يتوقفوا عند توقعاتهم بأن العالم يدري والناس تعرف والكل يقف مكتوف الأيدي، بل إن هنالك ملايين من الناس لم يسمعوا بقضيتهم أو أنهم لم يعرفوا بوجودهم على سطح الكرة الأرضية وأنهم يتقاسمون ذرات الهواء كما يتقاسم الطعام الأغنياء.

أشرف بن محمد غريب
الرياض 24 أبريل 2006

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية