المعرفة والتجربة

عندما تتأمل في بعض الكلمات تشعر للوهلة الأولى وكأنها معروفة ولا تحتاج الى الايضاح لدرجة انك قد تقول عن الشخص الذي يسأل عن تعريف الكلمة انه فيلسوف أو أنه مجادل، إلا أن كثير من الكلمات التي نعرفها ونستخدمها نجهل معناها الفعلي، وأنا لا اتحدث عن الكلمات الصعبة وغير شائعة الاستخدام ولكنني اتحدث عن الكلمات شائعة الاستخدام، مثل كلمة ماء وأرض وعالم وبحر وسماء وغيرها كثير.

في جلسة عائلية أو حميمية حاول ان تسأل من حولك عن معنى كلمة وادي وإسمع اختلافات التعبير لدى الافراد واذا حصل واتفق الجميع على معنى التعريف للكلمة فهذا مؤشر لمستوى ثقافة المجموعة وتناغمها وهو يعطي مدلول على مستوى التناغم بين افراد المجموعة

في إحدى الشركات الكبرى قام أحد الباحثين بسؤال 100 موظف ما معنى كلمة شركة، واستقبل إجاباتهم المذهلة أن نسبة توافق التعريف لدى افراد الشركة هي نسبة 20% وهذا ما دفع الباحث على رفع توصية لإدارة الشركة للعمل على تطوير لغة الاتصال بين أفراد فرق العمل للحد من المشكلات اليومية التي تستغرق وقت إضافي على حساب إستغلال فرص جديدة للشركة وكان حساب هذا الوقت بتكلفة خسارة مادية ما يقارب 25% من أرباح الشركة في كل عام.

وهذا يعني أن الشركة لو كانت تربح 100 مليون ريال فهي تخسر 25 مليون كان بالإمكان تحقيقها لو كانت نسبة التناغم في أفراد المجموعة أفضل من ذلك بنسبة 25% التي نتكلم عنها.
هذه المقدمة التي طرحتها في مقالي كانت بداية لتفسير السبب وراء عدم قدرة بعض الشركات او المجتمعات او الافراد من النجاح رغم معرفتهم لمقومات النجاح فإن هنالك ثمة فرق بين المعرفة والتجربة وهذا الفرق يتضح من خلال العمل الدؤوب والهدف المراد تحقيقه ليبلغ مراد النجاح

قصة النجاح طويلة بدأها كثيرون وأنهاها كثيرون ولايزال يسعى لها كثيرون ولكنها تتلخص بأن المعرفة 50% من النجاح والتجربة هي التي تحقق ال 50% الاخرى او تفقدها فيتخسر التجربة ويتحول الامر الى فشل وهذه القاعدة الجديدة التي اكتشفتها في النجاح

النجاح 50% معرفة و 50% تجربة

أشرف بن محمد غريب
الرياض 6 يوليو، 2006

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية