الحياة التي ترضاها

لم يمتلك اديسون ولا انشتاين ولا بلجيتس ولا ابن سينا وغيرهم ،، عقولاً أكبر حجما من عقولنا ولا أيادي أكثر من أيادينا ولا أرجل أطول من أرجلنا ،، لكنهم فعلوا ما جعلهم يتميزون عن كل الناس الذين عاشوا في زمانهم ،، وربما في زماننا ،، وهذا أيضا لا يهم كثيراً مقارنة بأهمية ،، أن تعيش في توازن اجتماعي عملي شخصي ،، يحقق لك العيش بسلام ،، وتكون راضيا عما تقوم بعمله على الصعيد الشخصي والاجتماعي والعملي.

عش كما تريد أنت ولا تؤجل تلك الحياة التي تحلم بها إلى لاحقاً فمن منا يعلم كم لاحقاً سنبلغه وكم لاحقاً سيدركنا الأجل قبل أن ندركه.


ليس هنالك حقيقة ما يمنع أن تعيش في صفاء مع نفسك وسلام مع الآخرين وأن تعمل قدر استطاعتك ،، وتكافح من أجلك ،، من أجل اليوم وغداً ،، وكم أتمنى لو نضع تحت اليوم 100 خط.

هل أنت راض عن اسرتك عن وضعك المادي عن عملك عن علاقاتك واوقاتك التي تقضيها في عملك وفراغك ،، ان لم تكن راض عن كل ذلك أو بعضه ،، فاسعى الى تحقيق الرضى اليوم قبل غد.

ربما نتوق الى مزيد من الحريات ومزيد من الغنى والمال ومزيد من الصحة أو ربما نتوق إلى أشياء لا نستطيع حتى تحديدها ،، ولكننا نستطيع اليوم ،، أن نعمل شيء نتوق إليه ،، ونتخلى عن أشياء لا نرغب استمرارها في حياتنا.

أذكر أني كتبت في مجلة الجامعة قبل ما يزيد عن 25 سنة ماضية ،، مقالاً بعنوان ،، حياتنا من صنع أفكارنا ،، ورغم الكثير الذي تعلمته في هذه السنوات ،، إلا أني لا أزال أحترم تلك القيمة الرائعة في ذلك المقال ،، التي تتلخص بأننا نعيش كيفما نفكر.

بدأت في الكتابة على صفحتي في الفيس بوك منذ خمسة أعوام ،، ولا أزال ،، أعترف بأنني الأكثر استفادة من كل ما كتبت وقلت ،، لأن كتاباتي لم تكن من أجل الآخرين فقط ،، وإنما كانت من أجلي أيضاً.

عندما نراجع أنفسنا نجد هنالك كثيراً من الأخطاء التي ارتكبناها ولن تنتهي تلك الأخطاء إلا بانتهاء إحدى أمرين ،، إما بانتهائنا أو بانتهاء صفة الآدمية علينا ،، ولكن ،، هنالك فرق بين أن نخطئ بما لا نعلم ،، وأن نخطئ بما نعلم ونتعمد الخطأ فيه.

كل يوم تتجدد الفرص في حياتنا ،، ويتجدد الأمل فيها ،، ودائما لا نريد أكثر من أن نكون وفق ما نؤمن به ،، أنه الحق ،، والحق نبغي دائماً ،، فليتنا نعيش وفق ما نريد ليس وفق ما يريد الآخرين.

لا شك أن الظروف تؤثر علينا ،، والأقدار تلعب دورها في حياتنا ،، ولكن دائما نحن المسؤولين عما يحدث في حياتنا ،، وإلا ما قيمة العقل الذي ميزنا الله به على جميع خلقه.

نعم تستيطع أن تكون ما تريد أن تكونه ولكن يحتاج ذلك الى جهد وعمل ،، وتضحيات ،، ولا اعلم أن هنالك من نجاح لا يحتاج الى تضحية ،، وكما قال انشتين يقولون انني عبقري وقد كنت اعمل في اليوم 16 ساعة.

وستبقى هنالك في الدنيا سنن ثابتة لا يمكن تحويلها ولا تغييرها مهما تطورت الأعمال والاحوال في حياتنا ،، ومن تلك السنن الثابتة ،، أن من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.

25 مارس، 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية