عذوبة الانسان لا تكفي

بعض الناس وأخص الطيبون منهم، صوروا لأنفسهم حياة خالصة، صافية مثل الماء العذب يجري في الأنهار، لا يفعلون شيئاً، ويتمسكون بقدرة الأقدار أن تستلهم من وحي إخلاصهم وعطائهم وتفانيهم، فرصة، لتنبث الأشجار على ضفتي النهر.
لا تكن كالماء عذبا يجري في الأنهاء، تعيش فيه الأسماء وحوله مزيج من الخضرة والأشجار، ثم لا يصل في نهاية المطاف إلا إلى البحار، لتمتزج تلك العذوبة بذلك الماء المالح، فينتهي.

عذوبة الانسان لا تكفي وحدها، فقد ميزنا الله بميزة العقل، فاعمل وعش حياتكفي عمل، لتصنع دولاباً كبيراً يقف في النهر، فيحول الماء الذي منه نشرب وننتفع، إلى أقصى استفادة فيولد الطاقة، وهذه الطاقة نستخدمها في أشياء أكثر وأكثر وهكذا تتضع الفروقات الواضحة بين الطبيعة والإنسان.

لا يمكننا العيش على الطبيعة متجاهلين قوة العقل الذي استطاع عبر التاريخ صناعة السيارة والمصباح الكهربائي والطائرة والكمبيوتر، لا يمكننا أن نتجاهل تلك القوة الكبيرة التي سخرها الله لنا في عقولنا ونعيش مثل كل الكائنات في كوكب الأرض.
جميل أن نكون طيبين صافيين، والأجمل أن نكون مبدعين عاملين مخترعين صانعين، مؤثرين، لا متأثرين فقط.

استطاعت اليابان بعمل اليابانيين أن تخرج لنا نموذجا لعبقرية الإنسان الذي استطاع أن يصنع من أرض قاسية الظروف فقيرة الموارد، موطن ابداع وتألق.
جميلة هي نهضتنا الفكرية والثقافية، والأجمل أن نعمل متسارعين نحو نهضة عملية تمكننا من الابداع، الذي ينطلق من العمل الدؤوب.

لا أعتقد أننا بحاجة إلى كثير من النظريات والقوانين بقدر ما نحتاج إلى بدء العمل، ومع استمرار الوقت وتكاثف الجهود، سنمتلك كل المعلومات اللازمة لتطوير الأداء، الذي لا يمكن أن يتطور بمعزل عن العمل، مهما بلغت قدراتنا المعرفية.

أشرف بن محمد غريب
19 مارس، 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية