النساء ناقصات عقل ودين

الأمر ليس كذلك ولن يكون بأي حال، فهنالك دائما روايات عابثة ومفاهيم مغلوطة، تسعى إلى التحزب والتصادم، لتأكد فضل الرجال على النساء أو العكس، والحديث ذو شجون في موضوع تتقاطع فيه القيم والمبادئ، وللفكرة أبعاد كثيرة.

من يتعرض لهذا الموضوع يجد انتقادات كثيرة ومعارضات أكثر، وعند تجزءة الموضوع إلى محاور نقاش، والوقوف على كل محور من جانب الاستدلالات والشواهد، نجد بطلان للفكرة من أساسها، علاوة على أنها قاعدة لدى الكثير من الناس، أن صح التعبير مجازاً على أنها قاعدة.

ثلاثة أسئلة يمكنها أن تفصل الموضوع بشكل يتيح المجال للحوار فيه، وهي:
  • هل النساء ناقصات عقل ودين؟
  • لماذا النساء ناقصات عقل ودين؟ إن كانت إجابة السؤال الأول نعم؟
  • ما الفائدة من إثبات أن النساء ناقصات عقل ودين؟
من قال أن النساء ناقصات عقل ودين؟ فإن كان الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهذا يتطلب دراسة متعمقة للقرآن والحديث، وفهم المعاني والشروح والتفسيرات، والأحداث والمناسبات، للخروج بمفاهيم متعددة تتطلب استدلال بعض الآيات بآيات أخرى والأحاديث بأحاديث أخرى، ومجمل القول في هذا الجانب حول أن هذه الفكرة نشأت من الآيات والأحاديث، لا يصح إلا إن قال عالم من علماء التفسير والحديث بذلك، ولم يقل أحد بذلك والأمر يتطلب تفصيل، ونكتفي بأن لا نقبل بالأمر إلا إذا فهم أصله.

إن بدأنا عرض الآيات والأحاديث لدراستها، فكأننا أثبتنا أن النساء نقاصات عقل ودين ونريد أن نثبت عكس ذلك، والأمر ليس كذلك، فمن يفهم أن شهادة إمرأتين ورجل تعني نقص عقل أو دين، نجد مقابلة من يفهم أنها زيادة في الحماية للمرأة عند الشهادة، ونجد من يفهم أنه تأكيد على ضعف في ذاكرة المرأة، فلا تتوقف المسألة عند الفهم الأول وإنما تتجاوزه لمفاهيم أخرى متعددة، كلها تنفي نقصان عقل المرأة.

مقابل كل شاهد على نقصان عقل ودين المرأة هنالك شواهد مضادة تجاه الرجل، والخروج من هذه الدائرة أيسر، لن نقف عند ضعف ذاكرة المرأة، لأنها أكثر كفاءة وقدرة على التفكير التشعبي من الرجل، ولكل مزايا وعيوب، وهذا لا يعني بأي حال أننا نتحدث عن طرفي نقيض.

لست مع التصنيف ولا مع فكرة أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة فكلا الطرفين من كوكب الأرض، والأيسر هو دراسة مزايا كل طرف وعيوبه لمعرفة أفضل طريقة للتعامل الفعال مع أي من الطرفين، لا شك أن المرأة عاطفية والرجل منطقي، ولكن كلا الصفتين ضمن صفات العقل.

ولا يعيب المرأة بعض المسببات التي تتغير في دينها مقابل طبيعتها الأنثوية، فالرجل المريض يعتريه من التغيرات ما يعتريه، والأمر لا يتطلب أكثر من إدراك أننا زوج من البشر، خلقنا الله بهذه الطبيعة لنتمكن من القيام بمهامنا اليومية على الصعيد العملي والاجتماعي.

نحن بحاجة إلى إدراك أعمق لفهم الآيات والأحاديث، يعكس لنا نتائج تمكننا من الاستفادة الفعالة تجاه هذا الأمر، وحتى فهم الغواية المناط بالمرأة للقصة التراثية المعروفة بأن حواء عليها السلام أخرجت آدم عليه السلام من الجنة بتفاحة أغوته بها، غير صحيحة جملة وتفصيلاً، لأن وصف الغواية في الوصف القراني والزلل مناط بهما الاثنين، فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه، وهنا يتبين أن كلانا جزئين، متكافئين في الخطأ، متكافئين في العقاب، متكافئين في الثواب، والصواب.

ما الفائدة من إثبات أن النساء ناقصات عقل ودين؟
يبدوا أن العجز عن إيجاد حلول للمشكلات، دائماً يدفعنا إلى البحث عن مبررات تقنعنا بأن تلك المشكلات طبيعية، وهذه الفكرة تجعل من الأيسر على الباحث والمحاور، أن يعكس الأمر على نقص عقل ودين بالأساس لدى المرأة من البحث جاهداً في التفكير لحل المشكلة التي ربما تكون إجتماعية أو أخلاقية أو اقتصادية أو فكرية.

أشرف بن محمد غريب
10 أكتوبر، 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية