فن التعليم وتعليم الفن

(1)
لا يزال هنالك آلاف الطلاب في مدارسنا يكرهون مادة الرسم ودرس الرسم ومعلم الرسم، وهذا طبيعي لأن هنالك، آلاف المعلمون لا يحبون موادهم التي يدرسونها.

(2)
كل مهارة في الحياة فيها جانبين: علم وفن، فكيف نستطيع بناء الأول دون الثاني أو الثاني دون الأول.

(3)
حين كنت صغيرا، علمني عمي الرسم، كان رساما في احدى الجهات، كان يعمل قبل ذلك بسنوات معلم رسم، ثم سافر إلى بريطانيا، ليكمل دراسة الماجستير في نفس الرسم، وعاد ليعمل في المجال الذي يحبه، تجربة عمي شكلت مفهوما أساسيا لدي، بأن الانسان يجب ان يعمل فيما يحب ويحب ما يعمل فيه حتى يكون متميزا في مجال عمله، وهذا المعلم الذي نبحث عنه، من يفهم فن التعليم فيعلم الفن.

(4)
تنفصل المواد التعليمية في مناهجنا العربية عن الواقع الذي نعيشه فنرى تجردا لا مثيل له، إسأل ثلاثة معلمين عن أهمية مادة الرياضيات في حياتنا، ولا تتعجب إن كانت اجاباتهم مختلفة، بل لا تتعجب إن كانت متعارضة.

(5)
فن التعليم بحذ ذاته موضوع يحتاج الى دراسة وتخصص، لتعليم الاف المعلمين كيف يخرجوا لنا جيل قادر على التغيير والبناء، أما ثقافتنا التعليمية اليوم حدث ولا حرج، فمن البديهي أن تكون مخرجات التعليم لدينا ضعيفة، لأن كثيرا من المعلمين دخلوا مجال التعليم، لأن معدلاتهم لم تسمح لهم بدراسة تخصصات مثل الطب والهندسة والعلوم.

(6)
ما لم نتعلمه في مدارسنا ان امرؤ القيس قال: قبلتها تسع وتسعون قبلة وواحدة أيضا وكنت على عجل ،، وعانقتها حتى تقطع عقدها وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل، ربما ليس لدينا الوقت لذلك يكفينا أن امرؤ القيس قال: مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي.

(7)
عندما نهتم في تعليم أبناؤنا الفن، فنحن نمنحهم فرصة في التأمل والتفكر والتدبر وإعادة النظر في الأشياء وهذا مبعث الإبداع والتجديد والتغيير، وهو أهم من تعليم الحفظ الصم (الصم من الصمم أن تحفظ دون أن تسمع أو تنظر أو تناقش المعلومة التي تحفظها).

(8)
إن تعليم المدير والطبيب والمهندس فنونا مثل الرسم والخط والإملاء والتعبير، قادرة بأن تغير مستوى تطورنا في تلك المجالات.

(9)
كل الأنبياء كانوا يعملون، وهم دعاة الى الحق، ولهم رسالة خالدة، ولكن المعلم اليوم اكتفى بتعلم مادة، ليعيد تعليمها، وهلمجرا.

(10)
لا تزال مناهجنا التعليمية تفتقد لموضوعات هامة جدا، مثل مادة إدارة الوقت ومادة التخطيط ومادة مهارات الاتصال، ولاشك أن هذه المواد أهم بكثير من بعض المواد التي ندرسها وندرسها اليوم في مدارسنا.

أشرف بن محمد غريب
12 نوفمبر، 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية