الخوف

يعيقنا كثيرا في حالات العمل على التقدم والمواصلة للإنجاز، وإن كنا نحاول دائما أن نؤكد على أسباب غيره، ونتلافى مواجهة أننا نقع فيه، ونشعر به، إلا أنه كذلك غالبا، نعم هو الخوف.

عندما نخاف فنحن نتوقف عن الحركة ونجمد في مكاننا وغالبا لا نستطيع عمل أي شيء نافع غير التفكير، الذي لا يوصل إلى شيء أيضا، عندما يكون مسيطر عليه من الخوف.

تختلف أسباب الفشل بحسب اختلاف شخصيات الإنسان والزمان والمكان، لكنه الخوف عادة، ما يجعلنا نقع فريسة الإحباط والتردد والقلق، ويبدد الطاقات الطبيعية لنقف حائرين في قراراتنا.

كنت أظن قديما أن أسباب تأخر التعليم في سوء القيادة من أعلى الهرم، لكنني بعد حين تبين لي أن سوء الإدارة من وسط الهرم هو السبب، واليوم أجزم بأن الخوف المتفشي في قاعدة الهرم هو السبب.

لا شك أن هنالك عددا كبيرا من المعلمين يخافون مواجهة المدراء الفاشلون، وعدد كبير من الطلاب يخافون مواجهة المعلمين الفاشلين، وأن هنالك عدد كبير من أولياء الأمور يخافون على مصلحة أولادهم في الحصول على الدرجات، فلا يواجهون أحدا بأحد، وهلمجرا.

يتبين لك أسباب التأخر في المجال الطبي، عندما تراقب الأطباء الذين يطبقون أنظمة ما أنزل الله بها من سلطان، ثم تجد ممرضين وممرضات يتبعون الأطباء على خيرهم وشرهم، والمريض مرهون باستشارة الطبيب فعن الخوف حدث ولا حرج.

تزداد الأمثلة وتتنامى القصص وتكثر الشواهد لنتأكد بأننا أصبحنا نخاف من أنفسنا على أنفسنا، وهذا يترتب عليه كثيرا من الاخفاقات والتوتر والفشل في الكثير من المسارات.

نخاف حتى من ذكر كل مسببات الخوف في حياتنا العملية والشخصية والاجتماعية، والشجاع فينا أتوقع أنه غاب بعد ثورته على الخوف، لسبب أو لاخر، بغض النظر، كيف ومتى ومن ولماذا وماذا وأين؟!!

علينا أن ندرك أننا بشر ضعفاء، نحتاج في كثيرا من الأوقات لما يبدد مخاوفنا، لكننا دائما نحتاج أن نكبر حجم الخوف في قلوبنا، لنعيش بطمأنينة وسلام، فخوفنا من الله وخوفنا من غضبه، وخوفنا من النار، تشعرنا بحلاوة الإيمان والسلام والإطمئنان.

أشرف بن محمد غريب
22 مارس، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية