أستراتيجية تيك تاك

ليس غريب علينا صوت عقارب الساعة وهي تمضي في دقاتها الثانية تلو الأخرى مترنمة بإيقاع يشبه صوته التكات (تك تك تك) ومع كل ستون ثانية يصدر صوت آخر لعقرب الدقائق وكأنه يقول (تاك) إيقاع متتابع (تك تاك) ثانية تلو الأخرى فدقيقة وساعة وهكذا تمضي أوقات حياتنا.

نتعجب كثيرا من النتيجة التي يحققها الناجحون في حياتهم وكأنهم أحرزوا تقدما سريعا نظن في أنفسنا أنه جاء كومضة تشبه في تصورنا الذهني ومضة ضوء الفلاش الصادر من الكاميرا عند التقاط صورة، بينما الأمر لم يحدث بهذه الطريقة.

أستراتيجية تيك تاك هي طريقة تمكننا من بلوغ المراد وتحقيق النجاح عن طريق التعلم والعمل والشعور بكل جزء يسير في طريق التقدم، يساهم فعلا في تحقيق النتائج النهائية التي نسموا إلى تحقيقها.

عندما نشرع في تعلم أمر ما، فنحن وبشكل تلقائي نطبق أستراتيجية تيك تاك، حيث أننا نتلقى المعلومة الأولى، وهي بمثابة (تيك) في منظومة التعلم، وتتبعها معلومة فأخرى حتى تتكون لدينا فكرة متكاملة عن جزئية متكاملة في الموضوع الذي نسعى لتعلمه وكأننا أحرزنا (تاك) أكبر تشكلت بفعل مجموعة من (تيك) ونستمر بهذه الطريقة.

ربما لا تشكل المعلومة الصغيرة في حيز الهدف الذي نريد تحقيقه، جزءا كبيرا من عملية التقدم، إلا أنها بكل تأكيد تعتبر الخطوة الملموسة في طريق التقدم، وهذا ما تعتمد عليه أستراتيجية تيك تاك، حيث أننا نقدر كل فكرة وكل معلومة وكل تجربة وكل حدث نتعرض له في طريق التعلم.

جرب تخصيص ملف فارغ لجمع معلومات حول أمر، تحب أن تتعلمه، ثم أجمع في هذا الملف كل فكرة أو معلومة أو مقال أو تجربة تمر عليك في طريق التعلم، وستتفاجئ بالنتيجة النهائية والمحصلة الأخيرة، لما ستحصل عليه بعد مرور الوقت.

إننا نخفق في كثير من تجاربنا في الحياة، لأننا لا ندون تلك الأحداث والمعلومات والأفكار التي تتجمع تحت سقف الموضوع الواحد الذي نعمل على تعلمه، فنجد بعد مرور السنوات أننا لم نتقدم، والحقيقة أن الجهود المبعثرة لا يمكنها أن تحقق نتيجة قوية فالأمر يشبه قطرات من المطر متفرقة لا تحدث فرقا في الطبيعة، بينما تجمع القطرات في مكان واحد يكون بحيرات وأودية وأنهار، وهذا ما نطمح إليه من تطبيق أستراتيجية تيك تاك.

أعتني بكل معلومة أو فكرة في أو تجربة تمر في حياتك، وصنف هذه المعلومات وفق منظومات مخصصة، اهتم أكثر بالمعلومات التي تكون خبرة وتدفع عجلة التقدم في مسار تحقيق أهدافك، دون هذه المعلومات، وراجعها باستمرار، عدل عليها وطورها كما تتطور في حياتك، لتحصل على منظومة متكاملة لتحقيق الأهداف والنجاح.

اشرف بن محمد غريب
11 أبريل، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية