خط أحمر

لا نفتح المجال للحوار أمام تلك المواضيع التي نعتبرها خط أحمر ولا نسمح بتجاوز تلك الحدود التي رمزنا لها بخط أحمر لنجعل دوما هنالك محددات لحياتنا وواقعنا الذي نعيش فيه ولا نعلم حقيقة أين مصدر الخط واللون ويبقى الأحمر دائما تنبيه يهدد من ينوي تجاوزه أو تعديه.

علينا دوما مراجعة تلك المحددات التي وسمناها بالأحمر لنتحقق من صحتها ودورها في دفع عجلة الحياة والتقدم إلى المسار الصحيح وإلا فإننا سنغرق بين محددات تكبلنا أكثر مما تساعدنا في الحياة لنصل في نهاية المطاف إلى طرق مغلقة كليا لا تمنحنا فرصا للنجاح.

نحن بحاجة إلى وجود ضوابط في حياتنا وأعمالنا وسلوكياتنا ومبادراتنا ولكننا في الوقت ذاته، بحاجة ملحة إلى التحقق من تلك الضوابط وقيمها وهل تتوافق مع المبادئ أو تختلف معها وهذا مربط الفرس في حقيقة الضوابط والمحددات التي غالبا ما نكتشف أنها جاءت من العرف وليس من الدين.

في كل مرة سنراجع فيها محددات العمل والحياة سنجد أن هنالك الكثير منها لا صحة لوجوده في الحياة ولا حاجة له أصلا، فضلا عن كوننا متمسكين بها دون تفكير يمنحنا قوة تدفعنا للتقدم في الحياة الاجتماعية والعملية والشخصية، وكل ما في الأمر أن هنالك من يقول خط أحمر.

هذه الحقيقة أن الحاجة لفتح قنوات للحوار أمر هام جدا، ومقدم على وضع المحددات لنتأكد أن تلك المخددات والضوابط تخدمنا ولا تكبلنا تدفعنا ولا تمسك بنا لتجعلنا نتشبث بقيم لا قيمة لها في حياتنا ولا علاقة لها بالمبادئ والأمر لا يتعدى سوى ضوابط تشعرنا بأننا في منطقة الراحة بعيدا عن التفكير.

خط أحمر نحتاج له في كل أمر نسير به في حياتنا ولكنه، ذلك الخط الأحمر بحاجة لإعادة التهيئة والتدقيق من قبل مراجعات تمكننا من ادراك القيمة الحقيقية للمحددات والضوابط التي تدفعنا لنكون في حال أفضل دوما بعيدا عن الترف في الضبط الذي لا يتعدى كونه ترفا يعيق حياتنا ونجاحنا.

أشرف بن محمد غريب
19 أبريل، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية