الواقع الجديد

في واقع حياتنا هنالك متغيرات مستجدة دوما على طبيعة الحياة، وبغض النظر كون هذه المستجدات تؤثر على حياتنا بشكل إيجابي أو سلبي إلا أنها تطرأ بشكل أو بآخر لتغير عادات وسلوكيات كنا قد اعتدنا عليها منذ زمن، ولا بد للاستجابة لتلك المتغيرات للتعايش معها بصرف النظر عن كونها متغيرات تتماشى مع ما يسعدنا وما نأمله أو أنها متغيرات متعبة أو غير ذلك.

لن تستمر الحياة بإيقاع واحد، بل ستتغير دوما وسنجد أنفسنا دائما، عرضة للتغيير، بكل أنواعه، سواء كان تغييرا مفحزا أو تغييرا مثبطا، سيكون هنالك ثمة تغيير يدفعنا لأن نكون نحن بشكل آخر وبطريقة أخرى، وهنا علينا أن ندرك أن قبولنا أو رفضنا للتغيير لن يوقف عجلة التغيير المستمرة.

يمكننا تقسيم مراحل الحياة إلى ثلاثة مراحل، وهي: مرحلة الروتين، ومرحلة التغيير، ومرحلة الواقع الجديد، حيث أننا نمر بهذه المراحل الثلاثة بشكل مستمر، فحياتك التي تعيشها هي في مرحلة الروتين، وعندما يطرأ مسبب للتغيير على حياتك، فأنت تعيش في مرحلة التغيير، وعندما تتغير لتتناغم مع المتغيرات المستجدة، تعيش في واقع جديد، ما يلبث إلا أن يصبح مرحلة روتين، وتستمر دورة الحياة بهذا الشكل لنبدأ من جديد.

مرحلة الروتين، هي المرحلة التي نعيش فيها، وقد اعتدنا عليها، يمكن أن تكون في مرحلة المدرسة، بعد أن نتخطى مرحلة التغيير في الدخول إلى المدرسة ونتعايش مع الواقع الجديد في المدرسة، ليصبح روتينا، وهكذا تعود الحالة من جديد عندما نبدأ عملا جديدا، لننتقل من مرحلة الروتين إلى مرحلة التغيير ومن ثم مرحلة الواقع الجديد، وتعود لتصبح مرحلة روتين، وتستمر هذه العملية طيلة حياتنا.

مرحلة التغيير، هي مرحلة اتخاذ القرارات للتحول من مرحلة الروتين إلى مرحلة الواقع الجديد، في هذه المرحلة سنشعر بارتباك وتغير في ردود الأفعال، وهذا أمر طبيعي، ولكن يتطلب منا التنبه للتعلم والتطور في حياتنا لنستطيع اتخاذ قرارات ناضجة تدعم مرحلة التغيير لننتقبل إلى مرحلة الواقع الجديد، التي تخدم أهدافنا وتحقق لنا السعادة والسلام والارتياح.

مرحلة الواقع الجديد، هي مرحلة ما بعد التغيير، وما بعد اتخاذ القرارات، وتغيير العادات والسلوكيات لنعيش مرحلة جديدة في حياتنا، ستشعرنا بنوع من الارهاق لأنها جديدة علينا، ومع الوقت ستصبح مرحلة روتين، إلى أن تأتي الحاجة للتغيير من جديد.

الناس مختلفون في طبيعة تقبلهم أو رفضهم لمرحلة التغيير، وهم مختلفون أيضا في تكرار المرور في مرحلة التغيير ومرحلة الواقع الجديد، لأن البعض يكون سريعا في استجابته للمتغيرات وآخرون يبطئون في ذلك بطئ المتشكك والمرتاب من هذا التغيير، ولذلك علينا أن قبولا للتغير وأكثر تجاوبا معه لأنه واقع حقيقي في حياتنا، ويفيدنا في تطوير حياتنا في كل جوانبها.

الحياة لن تتوقف عند رغباتنا في التغيير أو قبولنا له أو حتى رفضه، بل ستستمر في التغيير وسنكون نحن الرابح الأكبر أو الخاسر الأكبر من تلك المؤثرات على حياتنا، فإما أن نتماشى مع التغيير أو نتصدى له، وفي الحالتين سنكون أسرع أو أبطى تجاه التغيير، ولكن التغيير سيمضي ليصيبنا ويصيب آخرين.

الواقع الجديد، سيكون أفضل عندما نتأهب له باستمرار، ونتماشى مع مرحلة التغيير في كل مرة لنتجاوز مرحلة الروتين إلى مرحلة الواقع الجديد، بأسرع ما يمكن وأكبر أرباح محققة فيها، وسنكون أكثر راحة مع التغيير إن كنا نعيش مرحلة تغيير ناضجة تعتمد على التعلم والتطور لاتخاذ قرارات داعمة للتغيير الإيجابي الذي سيمنحنا فرصا في الحياة.

أشرف بن محمد غريب
14 يونيو، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية