جملة أخطاء

مهما حاولنا جاهدين إلى تطوير ذواتنا والعمل بحرص على تنمية قدراتنا وعلاج جميع المشكلات التي نتعرض لها على صعيد التواصل والتخطيط المالي وإدارة الموقف في العمل والحياة، ستبقى هنالك جملة من الأخطاء لا يمكن التغلب عليها بسهولة، وتحتاج إلى عمل دؤوب وجهد جهيد لنتمكن من معرفتها أولا، ثم الوصول إلى ما يمكننا من علاجها، وبعد ذلك المداومة على علاجها

لا يمكن لدورة تدريبية ولا كتاب أن يصنع المعجزة، ثم نتخيل بعد ساعات قليلة، ستكون هنالك عصا سحرية، ستقلب الموقف رأسا على عقب لنكون شيء آخر، بل الواقع يقول أن تراكمات السنين من المداومة على عادات سيئة يحتاج إلى وقت طويل، ليس بالضرورة وقتا يعادل الوقت الذي تسبب في حدوثها، ولكنه وقتا طويلا بأي حال لنستطيع من علاج ذلك الخلل

وفي كثير من الأحيان، سنكون رهينة بعض الأخطاء التي نجهل حدوثها في دائرة حياتنا، لنكون أبعد عن التغيير، حتى نتمكن من إدراكها أولا، ثم العمل على تغييرها وعلاجها، وهذه مشكلة كبيرة، لا تقل أهمية عن مشكلة الوقت في العلاج للمشكلات التي نعرفها ولكننا في طريق علاجها، بل هذا النوع من الأخطاء يحتاج وقتين، الأول لاكتشافها والثاني لعلاجها

علينا أن نجتهد في تيسير كل الطرق الملائمة لوصول تلك الانتقادات الينا والعمل على توظيفها في مساعدتنا لتجاوز مشكلاتنا، وعلينا أن نكون أكثر جدية وحرصا في ذلك لأن الأمر لا يتوقف على مدركاتنا الحسية والبصرية والعملية والمعرفية أو الاجتماعية والخبرات المتراكمة بل يتطلب الأمر إلى تواصل وتعاون واسع النطاق لنتمكن من تحقيق الهدف الأكبر في حياتنا وهو رؤية الحياة

اقرأ وأكتب، اسمع وتكلم، وكن دائما متيقظا لأن هنالك الكثير والكثير جدا ما نعلمه ويحتاج الوقت لعلاجه، وهنالك الكثير والكثير أيضا ما لا نعلمه ونحتاج لوقتين وقت لإدراكه ووقتا لعلاجه، لذلك نحن نعيش في جملة أخطاء، نحتاج فعلا أن نتجاوزها ونحللها وندركها وهذا لن يتوقف مادمنا نحيا في الحياة

كل البرامج والدورات والكتب التي تسعى لتطوير ذواتنا لن تكون ذات نفع أو قيمة، مالم نتحرك إلى قراءة وفهم تلك المعارف المتعمقة في الثقافة والدين والسياسة والتاريخ والجغرافيا وعلوم الأرض والاجتماع والإدارة والفلسفة، نحتاج إلى تطوير قدراتنا الذهنية الحقيقية بعمق، لنكون على منطقة الانطلاق نحو الحياة التي نتمنى أن تكون

أشرف بن محمد غريب
20 يونيو، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية