تفاصيل

نغرق في كثير من الأوقات بالتفاصيل، بينما غالبا يكمن الحل، في الرؤية الشمولية للمشكلات وللفرص وللحياة ولكثير من أمورنا التي نعيشها بتفاصيل مملة قد لا تفيد كثيرا في تحقيق رؤية واضحة لتخطي تلك العقبة أو المشكلة

لا شك أن النظر للتفاصيل والاهتمام بها أمر غاية في الأهمية ولكن مهم جدا أن ندرك التوقيت المناسب للوقوف على التفاصيل، أو تجاوزها إلى وقت لاحق، إن الأمر يتعلق بتوقيت ذو جزئين الأول يتعلق بالنظرة الشمولية والثاني يتعلق بالتفاصيل


نحن بحاجة دائما لأن تكون نظرتنا عامة شمولية لتحقيق مزيدا من الوعي والإدراك والتأكد من أننا ندرك كل ما يدور حولنا، وبعد ذلك نهتم بتركيز على أمر بعينه ونتفرغ له ونركز على تفاصيله لندرسه ونحلله ونبحث عن حلول تجاه ما نحتاج فيه

ولو طلب مني الاختيار بين الاهتمام بالنظرة الشمولية أو التفاصيل، لا يمكنني ترجيح كفة أمر على آخر فكلا الأمرين مهمين، وجدا، ولكنني أهتم بالنظرة الشمولية لكل شيء، وأهتم بالتفاصيل لشيء واحد فقط، لأن عملية التركيز على التفاصيل في كل شيء تؤدي إلى التشويش وضياع الفرص، وعدم القدرة على تحقيق أهداف وانجازات واضحة تحقق لنا قفزات في الحياة

ما جدوى الاهتمام بتفاصيل أمور كثيرة في حياتنا ربما لا نحتاج أصلا للخوض فيها، لذلك نحن بحاجة إلى تفعيل دورة النظرة الشمولية التي تتيح لنا المجال لمعرفة كل ما يدور حولنا، وبعد ذلك نهتم بتفاصيل محددة لمشروع بعينه أو مشكلة محددة أو هدف واضح، ويبقى الأمر دائما مرجح بين الاهتمام بالشمولية العامة والتفاصيل الخاصة

تعني الشمولية العامة التي تتطرق الى كل أمور الحياة التي نعيشها بكل توازن بين الأدوار الاجتماعية والشخصية، وتعني التفاصيل الخاصة كل ما يتعلق بأهداف محددة على صعيد المشكلات أو المشاريع

تخيل أنك تبحث للقراءة بتفاصيل كل ما يدور في فضاء حياتك، الأمور الاجتماعية والدينية والشخصية والمالية والعملية العائلية والاسرية والتربوية والرياضية والصحية والتقنية، أمر بالغ التعقيد لا يمكنك حتى بلوغ معشار الكم الهائل من المعلومات والخبرات والمهارات المتاحة في كل تلك المجالات، لكنك تستطيع أن تكون ثقافة عامة عن كل شيء، وعلم محدد ومخصص لشيء بعينه

نسمع في أحاديث المجالس كثيرا من المتخصصين (أو المتظاهرين بالتخصص) بالأمور السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، وأنى يكون لبشر أن يجمع بين كل تخصصات الحياة، حتى الرسل، لم يكونوا كذلك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنتم أدرى بأمور دنياكم))

لا تغرقوا في التفاصيل، واهتموا كثيرا بتكوين نظرة شمولية لكل ما يدور حولكم في الحياة، واستمعوا للمتخصصين في كل مجال، ولكن بغية تكوين ثقافة عامة، وركزوا على تفاصيل مجال محدد في حياتكم أو هدف محدد في حياتكم، حتى تتمكنوا من تحقيق أهدافكم في الحياة، وتحقيق النجاح، وتحقيق قفزات نوعية في حياتكم.

أشرف بن محمد غريب
7 يوليو، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية