القيادة في هرمية المجتمع

القيادة مهارة قد تكون موهبة من الله لدى البعض ولكنها متاحة لجميع الناس لأنها تخضع لقانون التعلم والإرادة فأي شئ يريده الإنسان في الكون يستطيع الحصول عليه وتعلمه، نستطيع تعلم القيادة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المجتمع كله قادة، ولا يقاس النجاح بالقيادة، فهنالك الكثير ممن حققوا النجاح في حياتهم، وهم أتباع وليسوا قادة، وكانت نجاحاتهم في مجالات تخصصهم وعملهم وانتاجهم.

إن المجتمعات والمنظمات والبيوت بحاجة إلى قادة تحرك الأفراد (الجماعة) نحو هدف محدد، يجعل من حياتهم وعملهم يحقق أفضل نتائج، تعود على الجميع بالنفع والفائدة، وتساهم في تحقيق الارتقاء والنمو والتقدم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خرج ثلاثة في سفر فليأمروا أحدهم"

القادة هم القادرون على التخطيط، لمساعدة الآخرين على تحقيق الأهداف والنجاح، ويعمل القائد بشكل مستمر على تحسين مهارات الفريق، ليستطيع تحقيق أفضل النتائج والأهداف للمجتمع.

القائد لا ينشغل في الأمور الحياتية الروتينية اليومية، بل يركز على استشراف المستقبل ووضع الخطط المستقبلية وتطويرها وحل أي مشكلات مستقبلية متوقعة قد يواجهها كما أن على القائد الناجح والمؤثر أن يستشف التغييرات الآتية في المجتمع الذي تعمل فيه منظمته ويواكبها، ويساعد المنظمة على التأقلم معها والاستفادة منها ما استطاعت ولذلك نذكر ما قاله روبن شارما "قيادة الشركة تبدأ بقيادتك لذاتك،ولا يمكن أن تكون عظيما”في العمل إلا عندما تشعر بالعظمة الشخصية"

لا يستطيع القائد تحقيق الأهداف بعيدا عن الناس، فهم لبنة البناء الأساسية في أي عملية تغيير، ولا يمكن أن يتحول المجتمع إلى مجموعة من القياديين يفتقرون إلى الأتباع الذين يتولون مسؤوليات إنجاز المهام، وتنظيم الأعمال، وتحقيق الأهداف وفق رؤية القائد، فدور الأتباع لا يقل أهمية عن دور القادة، وهم جزء أساسي في معادلة التغيير ومعادلة القيادة

إن القادة جميعهم أتباع، لقيادات تعلوهم في المنصب أو المكانة أو الفكر، ودائما يحتاج القائد، أن يتقن مهارات الإنصياع للتعليمات والأوامر والقوانين الطبيعية، حتى ينجح في تحقيق أهدافه، ونقطة الإنطلاق في الارتقاء لاعتلاء مناصب القيادة، هي اتقان دور التبعية والاستماع إلى القيادات السابقة، ولعب الدور الهام في حياتك وعملك، لتحقيق الهدف الجماعي الذي تشاركه مع الآخرين.

أشرف بن محمد غريب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية