تراجع بصمت

ربما ندرك جيدا أن مقولة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، تترجم بواقع حقيقة لا خيال، وترتقي على مستويات القاعدة لتكون مسلمة، حين قال: مالم يكن إلى زيادة كان إلى نقصان، فعندما ننظر إلى كثير من الأمثلة التي تبرهن صحة هذه المقولة، نجد أن كل ساكن متراجع بحكم تقدم ما حوله.

إذا كنت تمتلك 100 الف دولار من عام 1990 وأودعتها في البنك، ولم تقترب منها طيلة عشرون عاما، ستجد أنها في عام 2010 بالأرقام هي ذات ال 100 ألف دولار، لكن بالمقارنات، وقياس حقيقة القيمة التي تقف خلف المبلغ تراجعت بنسبة 70% على الأقل، فما كنت تستطيع شراؤه في عام 1990 بمبلغ 100 ألف دولار، لا يمكن شراء ربعه في عام 2010.

وهذا المثال ينعكس على كثير من أمور حياتنا التي سكنت بواقع عدم سعينا إلى تطويرها وتنميتها وتجديدها، لنكتشف بعد عقد من الزمن أنها تراجعت وتأخرت وربما قضت في بعض الأحيان، لتبرهن حقيقة التراجع الساكن.

ولذلك فإن الحفاظ على الأشياء لا يعني الاحتفاظ بها على ما هيتها، وإنما يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، لتنميتها وتطويرها والعمل على زيادتها، لنحافظ على الارتقاء العملي والزيادة الفعلية لقيمتها وليس فقط الحفاظ على ثمنها.

وهذا الأمر ينطبق على العلم وينطبق على المعرفة وينطبق على الأخلاق وعلى كل ما نعايشه في حياتنا، لأننا لن نستطيع الحفاظ على ما نصل إليه بمجرد ثباتنا ووقوفنا، بل علينا أن نسعى حرصا، ولا نكل جهدا، في العمل على التطوير والتنمية.

أشرف بن محمد غريب
10 أغسطس، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية