نهاية من جديد

عندما نقع في مشكلة فإننا نشعر بأن هنالك خط نهائي للزمن، علينا بلوغ الحل لتلك المشكلة قبل الوصول إلى ساعة الصفر، والنهاية الحتمية التي قد تقع بضرر كبير علينا، مما يدفعنا إلى التفكير والتحرك بسرعة تفوق بمقدارها تلك السرعات التي نتحرك بها عادة في الحياة، وبغض النظر عن النهاية التي نصل إليها عند اللحظة الحاسمة، سرعان ما تنتهي القصة، وتبدأ قصة جديدة، ونسعى إلى الحل بذات العقلية وذات السرعة، ونهاية من جديد.

يرفض معظم الناس التفكير في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات في وقت المشكلة، وذلك لأننا نفكر وكأن الأهم هو حل المشكلة وليس تطوير الذات أو العمل على التعلم والتغيير الذي كان يفترض بنا السعي له قبل حدوث المشكلة، وطريقة التفكير هذه شائعة رغم أنها خاطئة تماما.

هنالك مثل نعرفه جميعا، ونقاذفه من حين لآخر، "الحاجة أم الاختراع"، لكننا سرعان ما ننسى هذا المثل أو نتناساه في حالة وقوعنا في المشكلة، وكأن العامل الوحيد للتطوير هو الوقوف في دائرة الراحة.

نحن بحاجة إلى التفكير في إيجاد حلول إبداعية حتى في تلك المواقف الصعبة، وبحاجة إيضا للتعلم في وقت الأزمات أيضا، فكلما زاد الضغط على الإنسان كلما أصبح قادرا على تكوين حلول إبداعية جديدة، تنبثق من واقع ما يعيشه، وما يفرض عليه.

ننظر إلى الكثير من الدول التي تسودها حالة الاستقرار سواء كان استقرارا سياسيا أو اقتصاديا او اجتماعيا، ولكننا نجد أن حجم الابداع في الدول التي تتعرض للأزمات أكثر والضغوطات أكثر، نجد أن إبداعاتها أكثر بقياس المعايير المعتبرة.

لا تنتظر حالة الراحة التامة، لتبدأ في تعلم شيء جديد، أو تطوير قدراتك أو العمل على التفكير في حلول ابداعية لمشكلاتك، لأن هذه الحالة وإن أتت لن تفضي لك بكثير من وقت أو تحفيز لتكون أكثر ابداعا وتطورا، صحيح أن الأزمات والضغوطات ليست هي المحرك الوحيد للتطوير والإبداع، لكن في الوقت ذاته من الصحيح أيضا أننا كل يوم نتعرض لحالة، نهاية جديد، تدخلنا في دوائر الضغط لنخرج منها إلى غيرها.

أشرف بن محمد غريب
11 أغسطس، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية