تكوين

تتراكم الخبرات والمعارف التي نتلقاها من خلال الحواس طيلة حياتنا لتشكل عمقا خاصا بنا يمثل خارطتنا الذهنية، وهذا التكوين يتشكل من البيت والمدرسة والعمل والمجتمع بكل زواياه، ويتجدد ويتغير هذا التكوين بمقدار متصاعد أو متنازل بحسب ما يحيط بنا.

لا يمكننا عزل كل تلك المؤثرات الخارجية التي تحيط بنا عن حقيقة ما نؤمن به وما نعتقده ونفهمه عن الحياة، والمثال الذي أطرحه دائما في محاضراتي التدريبية، يعتبر نموذجا توضيحيا لهذا التكوين وكيف يتشكل.

المثال: لو أننا أخذنا شخصا ولنفترض أن اسمه عباس، وعمره سنتين، أخذناه من حضن أمه التي تعيش في ليبيا، وأبعدناه عن توأمه أحمد، وعاش أحمد في ليبيا، وعباس عاش في أمريكا مع أسرة تبنته، وبعد ثلاثون عاما التقى عباس وأحمد، سنجد فارقا كبيرا في مستواهما الاجتماعي والثقافي والديني حتى، وهذا يعني أنه إذا صغرنا الحالة أو كبرناها تعكس لنا نتيجة واحدة وهي أن الإنسان يتغير بحسب بيئته الخارجية.

ستؤثر حتما طبيعة دراستك وطبيعة علاقاتك وطبيعة عملك في تكوين عقليتك وثقافتها وحتى مستوى الذكاء ربما يزيد أو ينقص، بفعل ما يحيط بك، ولذلك علينا دوما فحص ما يحيط بنا وما يؤثر علينا لأنه السبب ومن وراءه النتيجة.

أشرف بن محمد غريب
10 أغسطس، 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية