صور

تختلف الأحداث والوقائع باختلاف طريقتنا للنظر إليها، وهذه الطريقة تتعدى وجهات النظر المختلفة لتصل إلى عمق بعيد يصل إلى إستبصار الأمور وإدراك حقيقة تكوينها، وهذا ما يجعلنا أكثر قربا من الحقيقة وبعدا عن التشويش

نحن بحاجة دائما لمراجعة الأحداث من زوايا مختلفة لندرك أن الواقع الذي نراه الآن مفرحا قد يكون هو صلب الحزن في المستقبل، وتختلف الأمور بانعكاساتها، ربما ينظر القارئ إلى كلماتي على أنها باب من أبواب الفلسفة، فلاريب، ربما نحتاج إلى إعادة النظر في مفهوم الفلسفة وحقيقتها

أذكر جيدا حادثة مؤلمة، تعرضت لها عندما فقدنا أحد الأصدقاء، فكان خبر وفاته فاجعة، ومصيبة موته أثرت فينا كثيرا، ولكن ما لا ينسى حقيقة، قول أحدهم، كيف مات؟ هل تصدق بأنه قدر؟!!

كل علامات الاستفهام التي تستطيع تكوينها مع جملة من علامات التعجب لا توصف مدى تعجبي من الطرح، فسبحان الله، كيف لا يكون إلا قضاءا وقدر، وكيف لا نؤمن بالقدر، وكيف والف كيف مثلها ربما تجعلك تعيد النظر في أمور كثيرة

دعنا ننظر للأمر من صورة مختلفة ونغرق قليلا في التفاصيل ربما نجد صورا جديدة تبين لنا حقائق نغفل عنها أو ربما نتغافل عنها، لندرك أن القدر واقع لا محالة، ولكن معه كثير من الأقدرا يتعريها الاهمال والتقصير وضعف التعليم والرعاية الصحية والحقوق الفكرية وسطحية الثقافة وابدأ بسرد نقاط في قائمة يعرف أولها ولا يدرك آخرها

كل ما في الأمر أننا بحاجة لإعادة النظر لرؤية الأمور من زوايا مختلفة تبين لنا صورا مختلفة غير الصورة التقليدية التي لا تفيدنا إلا باستمرار الخوض في دائرة مغلقة لا تفيدنا أبدا في التغيير والتطوير

عندما نعمل ونفكر بجد نحو التنقيب عن الصور الأخرى لحقيقة الأحداث والوقائع سنجد أن هنالك الكثير من الأعمال التي يمكننا القيام بها لتغيير الواقع وتحسينه، وتغيير القدر، بإذن الله، فإن كنا نؤمن أن الدعاء، وهو مناجاة لله، يغير القدر، فكيف لا نؤمن بأن هنالك أفكار وأعمال من شأنها تغيير القدر

فحقيقة إيماننا بالله وبكل ما أوجب الإيمان به سبحانه وتعالى وبالقدر خيره وشره، لا تتعارض مع العمل على التفكير والتغيير والتطوير، لنعيش أقدارا أجمل، ونشكل الأحداث والوقائع بصور تمكننا من الفهم والتأمل والتدبر، وهو أمر ولا شك عظيم

اشرف بن محمد غريب
الرياض 6 سبتمبر 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية