رحلة في فضاء التميز

نعتقد أحيانا بأن التميز يقتصر على تفوقنا، أو أن نكون الأسبق والأفضل في قوائم مقارنات بين الآخرين، إلا أن التميز الحقيقي له أبعاد أعمق من ذلك، فكل تلك المقارنات لا تفيد إلا بتميز لحظي، وتميز منوط بالقرناء، بينما يكون التميز الحقيقي ذو وقع أعمق ويستمر لفترات أطول

لا شك بأن المتفوق دراسيا متميز على قرنائة في الصف، ولا شك بأن الموظف الذي حصل على ترقية مؤخرا متميز على زملائه، ولكننا نبحث عن التميز الحقيقي الذي يجعلنا أكثر تناغما مع الحياة بأدوارها ونعيش توازنا حقيقيا

نفرح لتميزنا وهذه حقيقة أيضا لكنها، لا يمكن أن تشبع حاجاتنا الانسانية في تحقيق التوازن بين أدوار الحياة لذلك علينا دائما أن ندرك بأن التميز الحقيقي في تحقيق السلام الروحي والعيش بسلام مع الروح والعقل والقلب والجسد

لاتفيد كل تلك العلامات التي حققها المتفوقون ما لم يتحلون بأخلاقيات تمكنهم من تحقيق تميز بذواتهم وتعاونهم مع الآخرين وكل الأموال التي تميز أصحابها بجمعها لا قيمة لها في منظومة الحياة ما لم تكن منظومة متكاملة في الجوانب الاجتماعية والشخصية أيضا

اسعى للتميز وهذا مطلب متنامي وجدير بالاهتمام والتركيز عليه ولكن إياك وأن يكون هذا التميز في جانب دون الجوانب الأخرى في الحياة، فتصبح كمن ركز على جع أثقال في كفة فرجحت وطارت كل ما في الكفة الأخرى، والتوازن في الحياة يعتبر التميز الحقيقي الذي ينشده الجميع وينعم بالعيش فيه

أشرف بن محمد غريب
17 أكتوبر 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية