نقطة وسطر جديد

"رحل عنها وعيناه تراقبها حتى ذابت بين التلال، ربما لم يكن قد عزم الأمر، إلا عندما استقر له أمر جديد، فقرر رغما عنه، البعد عنها، هكذا انتهت قصة وبدأت قصة، وتتغير القصص لكنه لا يزال يذكرها، فهي القرية التي ولد فيها وعاش حياته فيها، حتى تخرج من الثانوية، وأصبح لا بد من مغادرتها للالتحاق بالجامعة، وبعد تخرجه، انشغل في حياته العملية، وظل بعيدا عنها" قصة قصيرة

تتغير الأحداث والظروف التي تدفعنا لاتخاذ قرارات ربما لا نرغب في اتخاذها ولكننا نؤمن بأن مسارات حياتنا ستكون في حال أفضل، لذلك علينا التفكير في المستقبل وعدم ترك الامور تسير في دوائر العواطف بعيدا عن المنطق، وان كنت لست مع الغاء العاطفة بالكلية، ولكن علينا بكل الاحوال تحييدها جانبا لقياس مدى صواب القرار ودقته

بغض النظر عن الطريقة التي نستخدمها في كل مرة لاتخاذ قرار فنحن بحاجة إلى ادراك حاجاتنا لقرارات حاسمة، تجعلنا نضع نقطة، ثم نبدأ سطر من جديد، لنستمر في تنقلاتنا في الحياة، وهذه النقطة ربما تكون تحولا ايجابيا او سلبيا لكنها بكل الاحوال تقع ونحن بحاجة لها

لا توجد قرارات خاطئة وقرارات صائية، لان الخطأ والصواب يتضح بعد اتخاذ القرار، ويكون في النتيجة، بينما القرار سبب، لذلك، القرارات نوعان، قرارات ناضجة وقرارات غير ناضجة، فالقرارا الذي يتخذ بناءا على المعلومات والتفكير والتقييم والاستشارة والخبرة، فهو قرار ناضج، نأمل منه نتائج صائبة، كما نرغب

يبتعد الكثير من الناس عن اتخاذ القرارات لخوفة من النتائج، وهذا امر طبيعي لان النتائج غيبية، لكننا نستطيع تجاوز هذا الأمر، بجمع المعلومات، وكلما جمعنا معلومات اكثر عن موضوع القرار، سنشعر بحالة ارتياح اكبر لقراراتنا وسنكون أكثر جرأة على انتخاذ القرارات، حتى وان كانت نوعية ومصيرية وصعبة

القرار هو عملية اختيار من مجموعة بدائل، وعندما لا نجمع معلومات كافية، ستكون الأمور غير واضحة، فكلما بحثنا عن معلومات أكثر، اصبحت قدرتنا على اتخاذ القرارات ايسر، وكانت القرارات ناضجة، ويعول عليها نتائج صائبة، بينما القرارات التي تبنى على معلومات سطحية فهي قرارات غير ناضجة وغالبا تؤدي الى نتائج خاطئة

لن يكون هنالك طريق سري يؤدي الى اتخاذ قراراتنا بسرعة، وكل الوصفات والخطوات والمعلومات والدراسات في هذا الموضوع، لا تزال جزءا يسيرا من جملة ما نحتاجه لتدعيم ذواتنا في اتخاذ قراراتنا بفعالية، ودائما سنكتشف طرق أكثر فعالية من التي نتعلمها في هذا المجال

أشرف بن محمد غريب
الرياض 30 يناير 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية