اقتباس

تتكرر العبارات التي نسمعها ونقرؤها من مصادر متعددة، وكأننا في كل مرة نراجع تلك العبارات، إلا أن بعض المراجعات تتعرض للتدقيق التلقائي فنجد تغيرا طفيفا طرأ على بعضها، ومحو متعمد للقائل وهكذا نتداول أفكار ربما نسلب حق الملكية من أصحابها لنسندها لأشخاص آخرين، أحسن ما فعلوه أنهم نقلوها، إلا أن البعض أساؤوا في تغيير بعض من محتواها فتشوهت بفعل فاعل.

لاجدوى من الحديث عن أهمية حفظ الحقوق، وإسناد الأقوال إلى أصحابها، فكل تلك النصائح وغيرها يدركها كل من يقرأ مقالي هذا، وكل من نقل أو اقتبس، ومن حرف وغير، ومع إيماني بأن الذكرى تنفع المؤمنين وأن التكرار يؤكد القيم، إلا أن الحديث عن القيم في هذا المقال ليست ذات جدوى.

عاجلا أم آجلا ستتكشف الأمور، على جميع الأصعدة، وسوف يرى كل من زور أو غير شيء، أن الحقيقة تعلو فوق كل ما دنى منها، والتاريخ كرر قصصا تؤكد أن أصحاب الحق يحصلون عليه، وإن طال الزمن أو قصر.

حدثنا الدكتور صلاح الراشد ذات مرة، أنه لا يمكن لأحد أن ينتفع من كتاب، حصل عليه بطريقة غير صحيحة، وسرق حقوق الملكية، انتفاعا، فكيف بمن يقوم بهذا العمل تجارة وتسويقا وعملا، والتجارب تؤكد أن البركة تنمو في بيئتها السليمة وكل ما تجاوز ذلك، يؤدي إلى متاهات من الحصول على فوائد من تلك الاقتباسات.

ربما لا نمتلك تلك المهارة التي تميز بها العقاد او المنفلوطي أو أحمد شوقي، وقد نكون عاجزين عن صياغة الأمثال كصياغات جبران خليل جبران، وربما نحلم لو كانت الكلمات طوعا لنا كما طاعت البحتري والأصمعي، لكنها الحقيقة دائما تقف عند ثوابت، تتغير بتغير الزمان والمكان والإنسان، لتنتج نتاجا جديدا مع تخليد أصحاب السبق لما صنعوا.

فضل كتاباتك واجتهاداتك وممارساتك واضافاتك، عن كل الاقتباسات المسلوبة، واقتبس ما شئت لما شئت إن وثقت حق الاقتباس لصاحبه، فالأمر لا يعدوا أن ينكشف، وستبقى اجتهاداتك، وإن كنت لا ترى فيها تلك العظمة، عظيمة بروعة ما نسب إليك.

في حقبة زمنية امتزج بها كثير من الباطل مع الحق، وتكاثرت فيها الفتن، وتعددت أوجه التزوير والتزييف والتحريف، لا ألوم الأفراد على جرائم ما اقترفوا إن كانت الجماعات تقترف جرما أكبر، لكنني أعزز قيمة لا بد من تعزيزها، وستبقى اجتياجاتنا للاقتباس متواترة، والمهم أن ندرك أهمية ما يقتبس، ونستفيد من متن ما جاء به.

أشرف بن محمد غريب
الرياض 15 مايو 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية