الخلطة السرية

في الحياة نحن معرضون للكثير من الدروس والأفكار والأحداث التي تلعب دورا في تكوين مفاهيم حول طرق العيش فيها، وتختلف خياراتنا في الحياة، وفقا لتك الاختلافات في التربية والتعلم والتنشئة، فالبديهي عند بعض المجتمعات يكون خارج عن المألوف لدى مجتمعات أخرى وهكذا تختلف الرؤى والتفاصيل وفقا لاختلاف مشاربنا ومعارفنا.

نسعى دوما لعمل شيء مميز في حياتنا، أو حتى عمل ذات الأشياء التقليدية في حياتنا ولكن بطريقة مميزة، يظهر ذلك في طريقتنا في العيش بالحياة، بناء منازلنا، وشراء الأثاث فيها، وملابستنا وممتلكاتنا ومقتنياتنا، فنحن بطبيعتنا نسعى للبحث عن الأفضل والأحسن والأمثل، وكأننا في سباق مع الزمن، يأخذ هذا السباق البعض من أزواجهم وأولادهم وأصدقائهم وحتى من أنفسهم، ليفوزوا بالسباق بالتميز ولكن مع الكثير من الخسارات والتضحيات.

هل يمكننا أن نحصل على ذات الأشياء بطريقة أسهل؟ حقيقة لا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال، لأن كل ظروف حياتية معينة في زمن معين وبيئة جغرافية واقتصادية واجتماعية معينة، تغير تلك الاجابات لنجد أنفسنا أمام نماذج متعددة من الاجابات، والأكثر من ذلك أن هذه الإجابات ربما تكون مخرجا آمنا للبعض، وفي ذات الوقت تشكل شركا خطيرا للآخرين، فما يصلح لزيد لا ينطبق على عبيد.

نحن بحاجة إلى طريق واضح يحدد لنا مسارا آمنا للعيش بسلام، وتحقيق النجاحات التي نطمح لها في الحياة، ودون أن تشكل تلك الطرق حفر ومنزلقات تردينا في عثرات نحن في غنى عنها، ومرة أخرى ليس هنالك من حل واحد وطريق واحد، وأعتقد أن كل المنظرين والعلماء والمفكرين الذين اجتهدوا في تأطير مفاهيم عامة لتيسيرها للناس، قد أخفقوا أيضا في عدم إيضاح هذا الأمر.

لكل منا طريقته، وعلينا جميعا أن نؤمن بقوتنا الداخلية وقدراتنا الخاصة في تحقيق النجاح الذي نسعى إليه، وفق المعطيات المتغيرة في البيئة المحيطة بنا، ووفق المتغييرات الواقعة في ذواتنا، وللربط بين متغيرات البشر ومتغيرات بيئات البشر، تكمن الصعوبة وتتطلب التفكير والعمل والتعلم والجهد الخاص من كل إنسان ليحقق ذاته، وانتصاره الخاص جدا.

لست بحاجة لقول: إنني لا أدعوا لعدم الاستفادة من تجارب الآخرين وقراءة افكار المفكرين وتنظريهم، أبدا، ليس هذا ما أعنيه، ولكننا بحاجة أيضا بعد كل ذلك الهام جدا، إلى التفكير بالطريقة الخاصة بنا، وكتابتها ومن ثم تطبيقها واختبارها، وتعديل الخطة في كل مرة حتى نحقق ما نسمو إلى تحقيقه، وهنا مربط الفرس، أن نكون جزءا حقيقا من عملية التطوير والسعي والنجاح، ولا نكون جنودا تتحرك وفقا لرؤى الآخرين حتى وإن كانوا أصحاب تجارب ناجحة أو علماء ومفكرين.

الخلطة السرية التي نحن بحاجة لها لن يكتشفها أحد غيرنا، وكل تلك الخلطات السرية التي نسمع عنها ستبقى تعمل عمل السحر لأصحابها الذين عملوا على اكتشافها مع تغيير في أطراف المعادلة على عناصر متغيراتهم ومتغيرات البيئة التي عاشوا فيها وفق الزمان والمكان، وستعمل تلك الخلطة ولكن بشكل بسيط مع الآخرين، وحتى تحلق بانجازاتك تحتاج لاكتشاف خلطتك الخاصة بطريقتك الخاصة وهي موجودة فعلا لسنا بحاجة لاختراعها ولكن علينا فقط العمل على اكتشافها

أشرف بن محمد غريب
الرياض 29 أغسطس 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية