جامعات فاشلة ومسارات ناجحة

لم نعد نتلقى المعرفة والعلم من الجامعات فحسب، بات اليوم متاح لدينا العديد من وسائل الاعلام والاتصال ما يحقق لنا الابحار في اسبار العلوم، والالتقاء بالعلماء والمعلمين والدراسة والتعلم، بغير طريق الجامعات الوحيد القديم، اليوم تشكل جامعة هارفارد مع شركة مايكروسوفت ومجموعة اخرى كبيرة من الشركات العالمية، مواقع متخصصة في تقديم برامج تعليمية متكاملة عن بعد ومجانية ومعتمدة من كبرى الجامعات العالمية، فموقع مثل موقع edx يطرح شهريا برامج تعليمية متخصصة عن بعد عبر الانترنت ومتابعة من قبل اساذذة جامعيين ومتخصصين تمكننا من تحقيق قدر من التعلم مميزة، أكبر من تلك الجامعات التي باتت تمنح درجات علمية على الورق.

اليوم المجال اكثر اتساعا للجميع للحصول على العلم والمعرفة، وبتقديري حضور برنامج وثائقي على قناة علمية يحقق لك فائدة أكثر مما تحققه لك بعض الكتب، ومن يضع على جدول اعماله اليومي نصف ساعة موجهة بهدف واضح ومحدد للتعلم من اليوتيوب مهارة محددة او مجال متخصص، يحقق خلال اسبوع ما لم يكن يستطيع تحقيقه بالأشهر فيما مضى.

تقدم الكثير من المواقع على شبكة الانترنت دعماحقيقيا ومجانيا للتعلم وهنالك الكثير من المعارف والمعلومات التي يمكننا ان نحصل عليها فشبكة متخصصة مثل شبكة الدارين تقدم الكثير من الدورات مصورة بالصوت والصورة مع عرض للحقائب التدريبية والقدرة على التواصل مع المدربين مجانا وعلى مدار 24 ساعة لتحقيق اقصى حجم للاستفادة والتعلم والمعرفة.

علينا اعادة برمجة حياتنا وتقليل وقت الانغماس في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي وتكثيف العمل على القراءة والحضور المباشر للبرامج عبر الانترنت فشركة مثل TEDx تقدم ما تعجز عن تقديمه من الخبرات والمعلومات والمهارت الكثير من جامعاتنا العربية، ونحن بحاجة إلى حضور الكثير من هذه البرامج وتطوير مهاراتنا من خلالها.

نعيش اليوم حالة من الترف المعلوماتي والتعليمي والمعرفي، لم تحقق لنا على مدار كل السنوات الماضية، وتمكنا من تحقيق خلال العشرون سنة الماضية على الصعيد التعليمي اكثر مما حققناه في حياة البشرية السابقة، واستثمار هذه النتائج اليوم سيحقق لنا الكثير من العوائد على الصعيد الشخصي والاجتماعي والوطني.

تقدم شركة إدارة.كوم منتجات رائعة في التطوير الاداري والقيادي، أذكر على سبيل المثال منتج خلاصات الذي يقدم شهريا خلاصة من اربع صفحات لأحدث الكتب العالمية في مجالات القيادة والادارة، فهي تقدم معلومات أفضل وأحدث من مناهج جامعية كثيرة في عالمنا العربي، وتتبع مثل هذه الخلاصات يحقق استفادة هائلة على الصعيد المعرفي وينعكس بكل تاكيد على خبرات العمل وتطوير الأداء.

كل ما يتطلبه الامر هو جدولة حضور وتصفح مثل هذه الدورات وتلك البرامج وهذه المواقع او تلك الكتب، جدولة واضحة على خطة العمل اليومية، فبدون أهداف وجدولة اوقات لن نستطيع استثمار هذا الزخم المعرفي الهائل المتاح لنا اليوم.

اليوم نحن بحاجة الى رسم مسارات ناجحة للتعلم، وتعلم طرق واعدة للاستفادة من العلوم والمعارف على الانترنت وفي المكتبات والكتب، والسير وفق هذه المسارات وتحقيق نجاحات وفقها، فلن نستطيع احراز تقدم حقيقي في حياتنا مالم نبرمجها أولا للارتقاء والتقدم.

كم ساعة تطوير وتحسين على مستوى الخبرات العملية والحياتية والثقافية أسبوعيا تقتطع لتطوير حياتك؟ كم ساعة ترفيهية؟ كم ساعة ضائعة؟ كم ساعة اسرية وعملية واجتماعية وغيرها؟ قارن بين جدول الساعات في حياتك اليومية ستجد ان هنالك هدر كبير يعيق الخطى نحو التقدم في مسارات ناجحة حقيقة متاحة لنا جميعا اليوم.

أشرف بن محمد غريب
الرياض 7 اكتوبر 2015 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية