قواعد النجاح السبعة

يثير الحماس قراءة عنوان يلخص قواعد النجاح، بغض النظر هل هي سبعة أو عشرة، تبقى دائما القواعد المحددة ميسرة، وقابلة للفهم والتطبيق أسرع من غيرها، ولعل نجاح فكرة ستيفن كوفي في العادات السبعة للناس الأكثر فعالية، انطلق من هذا التعداد والتحديد، وحتى بعد ذلك لما جاء ليتوسع في المجال، قدم كابه الشهير، العادة الثامنة، الذي هو بمحتواه وفكره أكبر من كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية

قبل البدء في الحديث عن القواعد السبعة أو الخمسة علينا أن ندرك مفهوم النجاح ومفهوم القواعد، وبعد ذلك نبني فهما واضحا تجاه العدد وكيف اتى ومن ثم نكون قادرين على استقطاب فكرة ان هنالك قواعد للنجاح سبعة او عشرة او غير ذلك

النجاح يختلف مفهومه من شخص لآخر من بلد لآخر من مجتمع لآخر من وقت لآخر فالساعي إلى جني المال لا يعتبر النجاح محققا لديه ما لم يترجم إلى أرقام ربح مالي، ومن يبحث عن النجاح والسعادة في الحياة فهو يبحث عن مكونات نفسيه ومفاهيم روحية وهكذا فالنجاح كلمة شاملة تضم كل ما يعنيه الحال تجاه أمر نتمنى تحقيقه، ولذلك لا توجد أصلا قواعد ثابتة للنجاح مادام النجاح أصلا غير ثابت

نعود لمسألة القواعد، وهل يمكن أن تكون هنالك قواعد ثابتة بغض النظر عن عددها لتحقيق أمر ما، علينا أن ندرك أن رحلة الإنسان في الحياة تخللها الكثير من الاكتشافات والنجاحات ولذلك استطاع الانسان مع مرور السنوات أن يعرف بعض القواعد التي تعمل في مجالات متعددة، منها ما يعمل في التربية وغيرها في التعليم وبعضها في التجارة والصناعة وهكذا لكن هذه القواعد مرتبطة بالضرورة بعوامل متغيرة، فقواعد النجاح التي يتحدث عنها سين من الناس تختلف عن تلك التي يتحدث عنها صاد من الناس والفيصل في الأفضل بينهما هو ما تستطيع أنت تطبيقه وتحقيق نجاحك الخاص ولنسميه عين وبالتالي ستصبح لديك قواعد عين للنجاح وهذا لن يمنع شخص جديد من الاستفادة من هذه النتيجة ليضع قواعد جديدة للنجاح

ربما نتفق على أن هنالك قواعد تختلف من وقت لآخر ومن شخرص لآخر ومن مجال لآخر في تحقيق شيء ما، وأن النجاح يختلف بحسب مجال ما نسعى إليه، وحتى إن لم نكن متفقين بالكلية، فدرجة التفاوت الآن تقون قليلة، بعد إيضاح ما تتطلبه الأمور من تحديد قواعد تعمل في تحقيق ما نسعى إليه، وتبقى هنالك مسألة العدد، هل يمكن حصر قواعد النجاح بعدد ثابت تقريبي؟

من خلال فهمنا للقواعد وللنجاح فالعدد ينطبق عليه ذات التفاصيل، فكل شخص يرى الأمور من زاويته، ولعل عدد المؤلفات التي صدرت بعد كتاب ستيفن كوفي في عادات النجاح، جعل من يكتب العادات العشرة للنجاح والعادات ال 11 للنجاح، ومر علي فيما قرأت العادة الواحدة للنجاح وهكذا تختلف مسألة العدد بحسب مجال رؤية الكاتب

دعونا نتفق على أمر نلخص فيه نتيجة ما أحببت التلميح له، نعم هنالك قواعد يمكن الاعتماد عليها في تأطير أشياء كثيرة في الحياة، مثل النجاح والسعادة والصداقة والمشاريع، وهي مفيدة وتعبر عن تجارب ناجحة، لكنها تبقى رهينة عوامل متغيرة علينا التنبه لها

دعونا نتفق أيضا على أن النجاح بشكله المبسط واضح للجميع لكنه يختلف بحسب رؤية كل شخص وتطلعاته وهذا ما يجعلنا نستفيد من تجارب الناجحين ولكن لا نجعلها دستورا وكأنها آيات محكمة والأمر ليس كذلك ولن يكون كذلك

دعونا نتفق على أن العدد للتقريب أمر جيد لكنه بكل تأكيد لا يحقق الجزم بأنه عدد محكم فالاجتهاد يفيدنا في توسيع دوائر المعرفة والثقافة لدينا لكنه قطعا لا يعمل كمؤشرات قياسية عالمية يمكن الاعتماد عليها في التخطيط لبناء مرحلة او مراحل حياتنا وفقا لها

نحن بحاجة للقراءة والتعلم والاستفادة من تجارب الاخرين ومشاركة تجاربنا مع الآخرين ولكن علينا أن لا نكون متعنتين تجاه المصطلحات والخطوات والقواعد فنحن نتحدث عن علوم اجتماعية وادارية وسلوكية وليست علوم قياسية وحسابية وهنا مربط الفرس، فعلماء الفيزياء عندما يقولون اربعة فهم يعنون ذلك بالرقم وعلما الكيمياء والأحياء كذلك، ولكن علماء الاجتماع والادارة وعلم النفس عندما يقولونها، فهم يلخصون تجاربهم ويسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم وهم انفسهم يقبلون التغيير

تذكر أن ستيفن كوفي عمل اكثر من 30 سنة في دراسة سير الناجحين ليخرج بكتاب العادة السبع لاكثر الناس فعالية ومالبث قليلا حتى أصدر كتبا جديدا يتحدث عن العادة الثامنة، هكذا هي العلوم السلوكية قابلة للتغيير والتعديل فالثبات فيها عامل نسبي فقط

حقيقة نحن لسنا بحاجة لتثبيت رقم ثابت لقواعد النجاح، والتحقق من دقة ما جاء في الكثير من المقالات والكتب والأبحاث، بقدر حاجتنا لتحقيق النجاح، بغض النظر عن القواعد وعن النجاح وعن عددها، فمن يستطيع تحقيق النجاح بطريقته، فلن يلام على الطريقة ما دامت لا تتعارض مع المبادئ والجميع سيشيد بنجاحه

أشرف بن محمد غريب
الرياض 21 نوفمبر 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية