كيف تتعامل مع المواقف الصعبة في حياتك؟

نتعرض في حياتنا إلى العديد من المواقف الصعبة، بعضها يتعلق بالكلمات الجارحة والتعليقات المؤلمة، وغيرها ما يتعلق بالظلم والتعدي واشياء اخرى كثيرة نتعرض لها في حياتنا تشكل هما، وتضيع وقتا، وتشتت أفكارنا وتسلب طاقاتنا، هذه المواقف علينا التعرف على كيفية التعامل معها. لنعيش حياة فاعلة ملؤها السعادة والايجابية

لا يمكن وصف طريقة تلخص كيفية التعامل مع كل المواقف الصعبة، فالحالات النفسية تختلف عن تلك المادية والمواقف المحرجة للحظة غير تلك التي تركت رواسب في ذاكرتنا تحتاج لأيام وشهور وربما سنوات للتخلص منها، وفي بعض الاحيان يصعب ذلك مطلقا، الأمر ليس معقد ولكن ليس يسيرا إلى درجة التخفيف والحديث عنه بطريقة سطحية

علينا أولا ان ندرك أن هنالك ثلاثة مؤثرات مباشرة باي موقف صعب وهي نحن والطرف المتسبب بالموقف سواء كان فردا او جماعة والبيئة المحيطة بنا في لحظة حدوث الموقف وهذا يرتبط باشياء كثيرة منها الثقافة والديانة والمجتمع واشياء كثيرة اخرى

وان كنا نستطيع التحكم بذواتنا والتاثير على سلوكياتنا نحن فلن يكون يسيرا ان نؤثر على سلوكيات الاخرين ومواقفهم وثقافاتهم وكذلك ثقافة المجتمع بشكل عام لا يمكن تغييرها بشكل جذري فربما نعاني سنوات من بعض المواقف المتكررة لان الثقافة المجتمعية التي نعيش فيها كلها بحاجة الى تغيير

فكرة نحو الحل ولا اقول الحل أن نركز على التفكير وفق ثلاثة التأثير بحيث نفكر بذواتنا وما يمكننا فعله لتجاوز المشكلة ولا اقول تجاهل لأن التجاهل يفقد الثقة بالذات ويزيد الامر تعقيدا وهنالك طبعا فرق كبير بين التجاهل والتغافل فالاخير خلق حسن والاول خلق قبيح، الشاهد بالامر اننا بحاجة للتفكير وفق ثلاثية التاثير ذواتنا وما يمكننا فعله لتجاوز الامر، والطرف الاخر وما يمكن عمله للحد من تاثيرة السلبي وثالثا المجتمع والبيئة المحيطة وتاثيراتها وعاداتها وما يمكن تفهمه بشكل او اخر حتى نواجه هذا الموقف

فكرة نحو الحل، فكرة اخرى لمواجهة المواقف الصعبة، وهي تتلخص في تناول الامر من واقع مختلف بمعنى اننا نرى الموقف صعبوربما يكون غير ذلك اي اننا نحن من وضعه في هذا القالب الذي اثر علينا حتى في طريقة تعاملنا معه والتفكير فيه وهذا يتطلب مننا ان نعمل على تغيير هذا الامر من خلال تغيير طريقة تفكيرنا بمعنى قد يكون الامر ليس صعبا كما نتوقع بل اكفارنا هي التي وضعته في هذا الجانب ودفعتنا للتكفير فيه على انه صعب فقط لا غير

فكرة نحو الحل، لماذا نفترض ان جميع الحلول في عقولنا وما يتطلبه الامر عندما تحدث مشكلة ان نفكر فقط بها وسنجد حلا؟!! الكثير من المشكلات التي نتعرض لها جديدة في طبيعتها علينا ولذلك علينا عدم الاقتصار على التفكير فحسب ولكن علينا البحث عن معلومة مفقودة من خلال الاستشارة او قراءة كتاب او تعلم مهارة او تحليل او دراسة او عمل اي شيء الى جانب عمل التتفكير لكن ان تقتصر المسالة على التفكير فقط فهذا ربما لا يجدي نفعا

فكرة نحو الحل، حياتنا ليست مقسمة على المصائب والمشكلات وهذا يتطلب مننا أن نستثمر أوقاتنا في اوقات الرخاء لنتمكن من تحمل اوقات الشدة، أما ان نعيش بقالب ان حياتنا كلها شدة فهذا لن يمكننا من تجاوز اي عقبة ولا مواجهة اي موقف صعب في حياتنا

في البداية عرضت أنه لا يمكن تلخيص الامر بطرق عملية سريعة للانتهاء من المواقف الصعبة، وهذه بحد ذاتها طريقة للتفكير والخروج من الازمة بمعنى لا تبحث عن الحلول السريعة المباشرة، فربما التفكير في الجذور يمكنك من انهاء المشكلة برمتها ويبعدك عن الوقع بمثيلاتها لتفهمك اصل حدوثها وهذا امر غاية بالاهمية، نحن نعيش اليوم بواقع متسارع، اصبح كل شيء سريع، الوجبات الغذائية الرياضة الصحة الزيارات المتع العمل كل شيء اصبح متسارع بشكل غير مسبوق وهذا يدفعنا الى التفكير في ايجاد حلول سريعة لمشكلاتنا ولكن الامر لا يعمل بهذه الطريقة لان المواجهة للمواقف الصعبة تتطلب ادراك وفهم واعادة حسابات فيما يتعلق بنا وبمن حولنا وبالبيئة المحيطة بنا

ونعود لنتاكد دائما من ان المواقف الصعبة دائما ما ستحدث في حياتنا ونحن مسؤولون عن ايجاد طريقة للتخلص منها والبحث والتفكير في الامر وسنصل الى نتائج تتغير بالمستقبل الى نتائج افضل وهكذا تستمر الحياة مع بقاؤنا موجهين نحو التفكير في طرق للتخلص من الضغوطات ومواجهة الصعوبات في حياتنا

أشرف بن محمد غريب
الرياض 18 ديسمبر 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية