خطوة جديدة

لايمكن أن تتلخص تجارب الماضي كلها بالفشل، ولا أحد يمتلك مسيرة عمل ناجحة 100%، وبين النجاح والفشل نحن نعيش، فمن يرى في نفسه أنه فاشل، حتما قد حقق نجاحات في حياته، ولكن المرحلة الحالية تلقي بظلالها عليه لتشعرة بخيبة أمل ربما تجعل الجانب المشرق خافت في حياته ويلمع الجانب المظلم، ليرى نفسه برؤية فاشلة، بينما الحقيقة تقول أنه لا يوجد نجاح دائم ولا فشل دائم.

نحن بحاجة دائما للحركة والاستمرار في التقدم بغض النظر عن الظروف الاقتصادية أو السياسية او الاجتماعية فكل تلك الظروف تتغيير باستمرار وتمر الحياة بمنحنيات تفوق واخفاق تشكل حياتنا، ونحن في حالة النجاح لا نشعر باننا بحاجة لتوثيق تلك المرحلة وذلك بحسب انشغالنا فنحن نصرف كل الوقت بالحاضر الممتع وننسى أنها ستمر علينا لحظات فشل علينا على الاقل ان نعمل شيئا لمقاومتها لاحقا.

نفش الشيء نفعله في مراحل الاخفاق والفشل فتصبح أفكارنا كلها مركزة على الوضع الراهن وكاننا لا نؤمن بأن الغيمة ستنقشع وأن الألم سيزول وهذا ما يؤخر عملية الانطلاق نحو النجاح في حالة الفشل، لذلك بغض النظر عن الحالة التي نعيشها حاليا نحن بحاجة دائما لخطوة جديدة تمنحنا تغييرا عن الواقع سواء كان واقعا ممتعا أو واقعا محزنا لان الحالة الأخرى ستأتي

هل لديك القدرة على ترك كل ما بين يديك اليوم للتفكير بشيء تفعله اليوم ولكن تصب نتائجه في المستقبل بغض النظر عن ما هو؟، إن كانت لديك القدرة فهذا يعني انك من أكثر الناس فعالية، وتشكل قمم النجاح في حياتك اكثر بكثير من قيعان الفشل، وهذا ما يجب أن نتعلمه ونسعى إليه ونعمل عليه.

من الصعب أن يترك الإنسان لذة العيش برحابة النجاح للتفكير بتدوين وتوثيق بعض الالهامات والانجازات التي ستشكل موردا هاما له في حالة الفشل للتحفيز، وكذلك صعب على الانسان ان يترك حالة البؤس والألم ليفكر بفعالية كيف يمكن ان يشعر بحالة النجاح، لكن الصعب هذا ليس مستحيلا ويمكننا فعله للحفاظ على أطول لحظات عيش بسلام وسعادة بحياتنا.

يتعجب البعض عندما يتلقى نصيحة بأن يخرج من دائرة الهم، وكأن الناصح يقول له انتقل من الجنة الى النار، بينما العكس هو الصحيح، ولكن السؤال الجوهري هو لماذا نشعر بذلك الشعور؟ لأن الخروج من دائرة الآن صعب جدا، بغض النظر عن كون دائرة الآن جيد أو سيء.

ما الحل؟!! هنالك طرق كثيرة تمنحك وسيلة للتخلص من الهم والحزن والانتقال إلى دائرة الفاعلية، وما اقوله لك باستقطاع جزء يسير من يومك للتفكير بالحالة الأخرى، هي واحدة من هذه الوسائل التي تمنحك فرصة للخروج السريع الآمن، خطوة جديدة، نحو الشيء الذي لا تشعر به الآن، تمكنك من تخطي تلك الحالة عند حدوثها.

لا تقتصر طرق التخلص من الشعور السلبي بطريقة واحدة، أو فكرة وإنما تتطلب منك رغبة جامحة وملحة للتخلص من هذا الوضع، أما إن كنت تشعر بأن هذا الوضع طبيعي وان الظروف كلها تعمل لتكون في هذه الدائرة، فسيكون من الصعب جدا عليك أن تقفز خطوة جديدة لتغير الواقع.

متأكد أنك الآن تخطر ببالك عشرات الطرق وربما تقول أن هنلك طرق أفضل مما يقوله أشرف، اتفق معك، فمجرد قراءة مقال بعنوان خطوة جديدة يؤكد أن تمتلك تلك الرغبة، وحتى إن توصلت في نهاية قراءة المقال إلى طريقة أفضل، أو طريقة أخرى ترتاح إليها اكثر، نصحيتي لك أن تلقي بأفكاري في أقرب سلة مهملات، وأن تنهض باستثمار أفكارك.

المهم هو أن تعيش بالطريقة التي ترتاح لها، وأن تعمل وفق ما تتمنى، وأن تكون واثقا بأنك تفعل أفضل ما يمكنك فعله، لا أن تركن إلى ما لا يمكنه التاثير إيجابيا على تطور واقعك إلى ما هو أحلى، وجل ما أتمنى، لك من كتابتي لهذا المقال، أن تكون بأحسن حال.

أشرف بن محمد غريب
الرياض 25 ديسمبر 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية