خطة بناء الذات

بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا حول دور البرامج التدريبية المتخصصة في تطوير الذات وبناء المهارات اللازمة لتطوير أداء المهام على الصعيد الشخصي والاجتماعي والعملي، وسواء كانت تلك البرامج تتضمن دورات فعالة أو لا، وحتى الدورات القصيرة، كل ذلك سأدعه جانبا وأقول، بأن عملية التطوير الذاتي عملية معقدة تحتاج إلى كثير من المساهمات والتداعيات التي تتكامل بعضها مع بعض لتحقق لنا تقدما ملموسا في تطوير السلوك الإنساني، وهذا أمر يدفعنا لأن نكون أكثر تعاونا في الإصغاء وحسن الاستماع لكل من يتكلم في هذا المجال، بعيدا عن التفكير والعمل على تكسير المجاديف التي نجدف بها وإن كانت مجاديف ورقية، تبقى في نظري أفضل بكثير من عدم العمل على ايجاد مخرج من تخلفنا، وتأخرنا، على الصعيد العلمي والإقتصادي، والحضاري إلى حد ما.

بدأت الحديث بالمقال بكلمات "بغض النظر" حتى لا يكون هنالك جدلا في أمر لن يحقق لنا تقدما بأي حال، لكنني مهتم جدا في عرض ما اعتقد انه مهم ويعمل على التطوير، وهو أننا بحاجة إلى السماح لأي كان بأن يتحدث ويدرب ويعمل على تطوير الذات، لأن كل التجارب الشخصية والخلفيات المعرفية والعلوم والمعتقدات ستلعب كلها أدوارا مشتركة لتجعل من المستمع الذي يجيد حسن الفهم والأخذ بأن يجد ما يفيده ويترك ما دون ذلك، ولن تفيد تلك الوسوم التي تطلق على تغريدات تويتر مثل وسم ‫#‏هلوكنا‬ وغيره الذي يتناول انتقادات حول مراكز التدريب والمدربين والعملية التدريبية برمتها، أقول بأن كل ذلك لن يعمل على تغيير واقعنا بغض النظر عن فساد التدريب في المجتمع العربي أو صلاحه، يبقى هنالك دور هام لذلك التدريب وإن لم يكن الدور الذي نأمله إلا أن بقاؤه بأي حال أفضل من عدم بقاءه بأي حال.

دعونا نبحر في صلب الموضوع، فتطوير الذات أمر غاية في الأهمية ولن يتسنى لنا بناؤها بدورة تدريبية او مقالا او كتابا، وإنما نحن بحاجة إلى خطة تفصيليلة تتضمن خطوات وجداول عمل واجراءات ومتابعات ويتم تطبيقها على مراحل وأيام مع وجود متابعات لمقارنة الانجازات وما نحققه بما نقدمه وما نتعلمه في ذلك وهذا ما يمكننا من بناء الذات حقيقة، وتصوري للخطة هي الرجوع الى كتاب يتضمن خطوات اجرائية وقونات تفعاليه تساعدنا في ذلك

كتاب كيف تخطط لحياتك للدكتور صلاح الراشد قدم خطوات عملية وخطط فعالة يمكننا بتطبيقها خلال اسابيع تحقيق بناءات رائعا للذات، وهذا الكتاب ان تم التعامل معه كان برنامجا متكاملات سوف يؤتي نتائج غير عادية فائقة في التميز تنعكس على مقدار تزويدنا بالمعلومات وتمكيننا من المهارات وتغير العادات والسلوكيات إلى سلوكيات تبين انه تم تطوير الذات حقيقة وبالتالي ستنعكس النتائج على أداء مهام العمل اليومية ومهام الحياة الاجتماعية

كتاب رتب حياتك للدكتور طارق سويدان وهو يتضمن مجموعة صوتية تتحدث عن كيفية تطوير الذات وبناء الذات مع الكثير من الاجراءات التي تتميز ببساطتها وتضمينها خطط عمل، والحق يقال، قدم الدكتور صلاح الراشد جانبا اوضح بما يتعلق بتحديد اهداف التطوير الذاتي ولكن قدم الدكتور طارق سويدان تصورا اوضح للاجراءات العلمية اليومية لبناء الذات

كتاب العادات السبع لأكثر الناس فعالية، من اجمل الكتب التي تفيد في بناء الذات لكنها تفتقد للاجراءات لذلك قامت شركة فرانكلين التابعة لستيفن كوفي بتقديم دورة العادات السبع وهي تقدم في جميع انحاء العالم وفق منهج ستيفن كوفي ولكن مع التمارين والتطبيقات وقد تسنى لي قراءة الكتاب ومشاهدة الافلام التابعة لفرانكلين ودراسة حقيبة فرانكلين للعادات السبع واتضح ان الامر يؤتي ثماره إذا ما تم التعامل معه على مشروع بناء للذات

مراجع التطوير الذات كثيرة جدا فالدكتور جاسم المطوع له اكثر من كتاب وبرنامج يعمل على ذلك، ومتابعة بعض حلقات الأستاذ أحمد الشقيري خواطر تجد في بعضها تلميحات وتوصيفات قمة في الروعة تفيدنا جدا في تحديد مسار لبناء الذات، والرجل قدم العديد من الأفكار العملية لبناء وتطوير الذات

مشكلتنا تتلخص في أننا نتكلم كثيرا وننتقد اكثر ونحلل كل ما يطرحه المفكرين والمجتهدين على نحو يبعدنا عن تجربة محاولة وضع خطة لبناء الذات والعمل عليها، وهذا ما اقترحه، ربما تخرج من هذا المقال بخطة تتضمن خطوات ثلاثة، أولها قراءة كتاب، وثانيها البدء برسم خطة مبدئية، وثالثها العمل على تطبيق الخطة وتعديلها مع القراءة وحضور الدورات، هذه خطة ثلاثية بسيطة، لكنها تعمل، إذا طبقت على ارض الواقع وهذا ما اريده ان يكون لدينا ما نقوم بعمله لنستطيع ان ننتقل من واقعنا الى واقع اجمل باذن الله تعالى

خطة بناء الذات الافضل هي التي تقوم بكتابتها ببساطة بنفسك ثم تعمل على تنفيذها وتعديلها وتطويرها وهذا بيت القصيد، يبقى أن نعرف من اين نبدأ، الاجابة من ورقة واحدة وقلم نكتب عليها اي عدد من الخطوات نستطيع البدء في تنفيذها بشكل او باخر لنكون كما نتمنى ان نصبح عليه

وودستوك -ايلينوي
14 فبراير 2016
أشرف غريب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية