غيوم الشتاء تمطر

(1)
في الحياة قواعد ثابتة مثل شروق الشمس وغروبها وقانون الجاذبية الأرضية، ومجموعة من القوانين الطبيعية، فيزيائية وكيميائية وحيوية، نعيش وفقها في هذه الحياة، وإلى جانب تلك القوانين، هنالك قوانين اجتماعية وعملية ومهنية أيضا لا يمكن أن تتغير، فما قاله الشاعر حقيقي حين قال: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت اكرمت اللئيم تمردا، وتتعدد هذه القوانين الاجتماعية باختلاف الثقافات والشعوب والقبائل والمجتمعات لكنها تصب غالبا في نتائج متشابهة.

(2)
من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل، تماما هذه القواعد والقوانين تعمل مثل قواعد وقوانين الجاذبية الأرضية، فأي جسم يرتفع بفعل قوة، سيصل إلى تأثير القوة صفر، ثم ينزل باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، وبالتالي نحن نعيش على الصعيد الطبيعي (الفيزيائي والكيميائي والحيوي) وفق قوانين طبيعية، ونعيش على الصعيد الاجتماعي وفق قوانين طبيعية، وثابتة أيضا

(3)
ليس غريبا أن نعلم من خلال التجارب السابقة والحياة التي عشناها بأن غيوم الشتاء تمطر، وهذه الحقيقة تتكرر كل شتاء، لكننا في الوقت نفسه نرى مثل هذه الظواهر كل يوم، ونتجاهل الأمر وكأن غيوم السماء تمطر، قاعدة ليس لها علاقة بظواهر أخرى مثل ظاهرة إكرام الكريم واللئيم، وتتكرر أخطاؤنا لأننا لا نحاول حتى فهم تلك القواعد في الحياة، أو أننا نبالغ في تحريرها وكلا الأمرين خاطئ لأن التركيز عليها سيؤدي إلى غلو فيها وتجاهلها من باب آخر سيؤدي إلى عدم الاستفادة منها.

(4)
في الحياة الاجتماعية والعملية والشخصية والظواهر المجتمعية هنالك الكثير من القواعد الواضحة والتي تتكرر كل يوم مثل قاعدة غيوم الشتاء تمطر وقاعدة أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب بالمغرب وأن اليوم 24 ساعة وأن السنة 12 شهر وأن الاجسام تسقط باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، نحن نعلم جيدا أن العمل بدون تخطيط هو التخطيط للفشل وأن النجاح يحتاج إلى جهد وتعب وعمل وتضحية وأن الاختراع والابتكار يحتاج إلى تخصص في مجال ما تود الابتكار فيه ودراسة وبحث وعمل كلها معا حتى تتمكن من الاختراع أو الابتكار.

(5)
غيوم الشتاء تمطر، وكذلك الوقت الضائع في الزيارات والاجتماعات والتواصل عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومتابعة التلفاز وعدم التركيز على القراءة والتعلم والعمل والتفكير في اكتساب مهارات جديدة كل هذا معا يؤدي إلى فشل متراكم وعدم تحقيق تغير حقيقي على المستوى الفردي والمجتمعي والمؤسسي والتنظيمي والدولي حتى، كلها قواعد ثابتة وتعمل بنفس الاتجاه نحو تحقيق نتائج واضحة أيضا، نزرعها كل يوم ونقطف ثمارها أيضا، ولن يكون هنالك تغيير على مستوى فردي أو مجتمعي إلا إذا أدركنا أن هنالك قواعد حقيقية ثابتة تؤثر بحياتنا ونعملها كل يوم ثم نقف في نهاية الطريق ونتعجب لماذا لا يحدث تغيير حقيقي كما كنا نتامل

(6)
الإنسان يعيش حياته وفق قصص قام بصياغتها عبر تاريخ حياته طال أو قصر، وتبقى هذه القصص مصاغة ومخرجة من قبله هو نفسه، لذلك لا تعتمدوا عليها مطلقا في تحقيق أي نتائج مختلفة في المستقبل، لأن الإنسان عادة يحاول بشكل مباشر أو غير مباشر يحاول أن يثبت لنفسه أنه الأفضل والأعظم والأجمل والأنجح وأن الظروف لو أنها سارت باتجاهه لكان وضعه كوضع فلان وفلان من الناجحين لكن لا حول ولا فكل النجاحات التي حققتها كانت كلها رغم الصعوبات التي واجهتها والحمدلله، مثل هذه الصياغات تبعدك كثيرا عن اكتشاف اخفاقات الماضي، وتعليق الأمر على كاهل الظروف دائما يعني أنك لم تكتشف بعد ما هو الطريق السريع لتحقيق تلك النجاحات بعيدا عن العقبات وهذا بدوره يؤدي إلى السير في نفس المكان، وتستمر هذه الحالة مع بعض الناس طوال حياتهم.

(7) 
الكل يسعى للنجاح وهذه السمة ليست في البشر وحدهم ولكنها في كل المخلوقات، وأي من شخص حتى المجرم يحاول أن يحقق النجاح بطريقة غير شرعية ومختصرة، وربما إذا لم يكتشف أمره أحدا، أن يكون له ذلك، وقد حقق ذلك الأمر كثيرا من المجرمين هم اليوم في عداد وجهاء القوم، ولا نجرؤ حتى الإشارة باصبع الاتهام حول جرائمهم بالماضي، هذه أيضا من القواعد الثابتة في الحياة، أن من يستطيع أن ينفذ، ينفذ، وتتجدد الأحوال حول الواقع والمستقبل لا حول الماضي، وبغض النظر عن هذا الأسلوب الرخيص والغير مقبول في تحقيق النجاح، سنبقى جميعنا كبشر نسعى نحو النجاح، ولذلك علينا التنبه جيدا، للقواعد التي نسير وفقها، ونكتبها ونراجعها ونتأكد من صحتها.

(8)
لو أننا نبدأ اليوم بكتابة مجموعة من القواعد، نسميها قواعد الحياة، قواعد النجاح، قواعدي، أي إسم سيعمل، ونكتب وفقها مجموعة القواعد التي سنخطط على ضوئها لتحقيق النجاح، ثم نعمل على تحديد أهداف واضحة ومحددة ويمكن قياسها ولا تتعارض مع قوانين الطبيعة والقدرات البشرية ولا تتعارض مع الوقت المتاح لي، وأحدد لهذه الأهداف وقتا محددا لانهائها، ثم اضع نصب عيني مجموعة من القواعد ساعمل وفقها لتحقيق النجاح في الحياة، وابدأ كل يوم اراجع تلك القواعد وتلك الاهداف وأخطط لتحقيق الاهداف يوما بعد يوم، اعتقد مع مرور 12 شهر فقط ستكون هنالك نقلات نوعية وتغييرات غير اعتيادية في الحياة الشخصية والاجتماعية والعملية، لان مثل هذا الاسلوب يمكنك من تحقيق النظرة الشمولية والعمل وفق خطة محددة باهداف ومعها معايير للأداء تبين مؤشرات للتقدم وهي القواعد التي ستبدأ في نظمها وصياغتها لتساعدك في تحقيق ذلك النجاح.

(10)
اقتربت من الايمان المطلق بحقيقة أن جميع العظماء والناجحين والذين أحدثوا تغييرا حقيقيا على مستوى حياتهم الشخصية وحياة من حولهم وأثروا بالعالم لم يكونوا عباقرة على قدر ما كانوا مجتهدين، هنالك الكثير من الأشياء لو تفكر بها بشكر عبقري لن تستطيع ان تنجزها، فلو أن جامعات العالم اجتمعت على التخطيط والتحليل والتنظير لصناعة الطائرة قبل تجربة عباس بن فرناس، ودراسة الاخوين رايت، لم نكن لنصل إلى نتيجة الطائرة، التي هي حقيقة اليوم، وتشكل مفصلا في تقدم العالم الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والعسكري.

(11)
من اليسير جدا أن يفيق أي شخص ويبدأ بممارسة ممارسته الاعتيادية اليومية، ثم يأتي في آخر اليوم ليقول، يالله لم أحدث تغييرا على مستوى حياتي، لا توجد فرص، لا يوجد أي منفذ للتغيير في هذا المجتمع، ثم يبدأ في جلسة عائلية أو أسرية أو اجتماعية، بالغناء على ايقاع لحن متناغم مع جميع الحضور، بسمفونية معروفة يعلمها الجميع ويكررها البعض وإن كان البعض هم الأغلبية لكنني مضطر لأن أقول البعض لتكون النظرة التفاؤلية لدي أوسع من تلك التشاؤمية والتي لن تجدي نفعا على أي حال.

(12)
اسأل حكيم عن الدروس التي تعلمها في الحياة لن يقول لك شيء غريبا عن كل ما تعرفه، لكنه على الأقل استطاع أن يلخص خبرة تجاربه ومشاهداته بقواعد، وعلى الأقل هي قواعد تمت مراجعتها وطرحها الاف المرات، بينما اسال نفسك علن تلك الدروس ستجد أنك مشوش في طرحها، لأن الغالبية العظمى من الناس لا تسعى ولا تعمل على كتابة وتنظيم وتجريد ومعرفة تلك القواعد مع انها على المستوى الشخصي تعتبر أهم وأولى من دروس الحكيم، لكن الناس ترى من اليسير جدا أن تذهب للحكيم أو تقرأ في كتاب أو تستمع إلى عالم، لتقول على كل ما يقوله آمين، بينما تجد من الصعب جدا أن تمسك بقلم وورقة لتكتب بعضا من دروسها وتجاربها ونتائجها في الحياة، وكأن الأيسر دائما هو الأفضل، والأمر ليس كذلك.

(13)
يقول لي بعض من قرأ شيئا من كتاباتي أنه يغلب عليها الطابع الفلسفي، وفي الوقت نفسه يقول لي أسلوبك في الطرح قوي لأنه يبسط الأمور، ولا أدري إن كنت أكتب باسلوب فلسفي معقد أو اسلوب مبسط وقوي، وعلى كل الأمرين لا يجتمعان، فإن استطعت أن احقق هذه المعادلة الصعبة فهذا يعني أن كتاباتي، رائعة، وأنا لست مع هذا الكلام كله، فأنا أفكر بالامور وأكتبها كما أفكر بها، فهذه هي وجهة نظري، والتي أسعى إلى مشاركتها مع الآخرين، وليس في الأمر لا أكثر ولا أقل من ذلك، وأعتقد أنني سريع جدا في الاعتراف باي خطأ أو تغيير يقع على أفكاري، لأن التغيير والتطور بحاجة إلى هذا النوع من السرعة.

(14)
لا يمكن لأي كان أن يقول هذه القاعدة الأولى والأخيرة للنجاح، لأن النجاح نفسه غير ثابت بالنسبة لجميع البشر، فهو يختلف بالرؤية والمهمة والأهداف بين المسلم والمسيحي، وبين الطالب والموظف، وبين الأمريكي واليماني، وهكذا ستختلف البشر على تعريف النجاح، لأن كلا يرى النجاح من زاوية تحقيق السعادة التي يسعى إليها أو الهدف الذي يسمو إليه، لذلك ستبقى قواعد النجاح حالها كحال القواعد السلوكية هي خاضعة للتطوير والتغيير والتنظير، فكل ما أقوله قد يعمل على تطوير مفاهيم الناس في التفكير الإيجابي نحو التغيير الحقيقي لحياتهم بمستوياتها الشخصية والعملية، وربما يكون الأمر كذلك لفترة طويلة أو قصيرة، أو أن تقف كل هذه المفاهيم عند حدود هذا المقال، كل ذلك يعتمد على توافق وتعارض من تصله الفكرة، وتطبيقه لها، والتأكد من نجاحها ثم العمل على نشرها وتوزيعها وتسويقها.

(15)
هنالك حقيقة مرة لكنها ثابتة، ربما يكون الأمر كله برمته في أصله لا يعمل ولا يشكل فارقا حقيقيا في نفوس الناس، وياتي من يفهمه بطريقة مغايرة لطريقة المنظر، ثم يبدأ في منهجة هذا الفكر، وينظمه بطريقة تجعله يعمل بشكل فعال، ويصبح الناس كلهم يؤمنون بأن هذا الفكر الناجح الذي جاء به فلان، هو ثورة في التغيير على صعيد ما، بينما هو ذاته فلان لا يدرك كل ذلك الأمر أبدا، وهذه الحقيقة تحدث في السلوكيات والنفسيات البشرية لذلك ابحث عن الأمر الذي سيعمل على نفعك واترك ما دون ذلك بغض النظر عن اي شيء مهما كان.

(16)
كنا في رحلة سفر أنا وصديق، ونتناقش حول مسألة في إدارة الأعمال، ثم فجأة توقف قليلا، ليفكر بالأمر فقال: تصدق أن كل ما تقوله يا أشرف، صحيح ودقيق 100% حول الإدارة، وأكيد سأعمل اليوم على إنهاء الأمر على هذه القاعدة، وهي: أن أوقف كل الأوامر التي تتابع على من الادارة لأبدا في تنظيم العمل على نحو جيد. هذا الصديق كان واضحا في تصديق ما أقول والبدء على التنفيذ، بعد 3 أشهر اكتشفت أنه فعلا قام بتغيير جذري على مستوى عمله، لكنه كون علاقات صداقة مع كل المدراء المتسببين له بالاحباط فأصبح قادرا على التحكم في حجم مهام العمل التي توكل إليه بطريقة ودية، وعاد ليقول لي: ما أروعك تمكنت من خدمتي في تحقيق النجاح الذي كاد أن يتحول فشلا، وأخسر حتى عملي. الغريب بالأمر أن ما كنت اعنيه في تحليلي المبدئي كان مختلفا كل الاختلاف عن النتيجة التي وصل إليها، ولكن الجميل في الأمر أنني اعتبرت ما أقوله في علاج حالته، قاعدة بالنسبة لي، واعتبر هو ما فهمه قاعدة بالنسبة له، لذلك تمكن كلانا من معرفة الصواب من الخطأ لأننا قارنا النتائج بالقواعد فادركنا أن قاعدتي على وصفه وتطبيقه هي الحل الناجح في هذه الحالة، وهي أن تضع حدا لحجم المعاملات ومهام الأعمال التي تلقى على عاتقك وفي الوقت نفسه أن تبني علاقات مع مدراء العمل لتكون قادرا على التحكم في تنظيم العمل بطريقة ودية وعاطفية، وهذا التعديل هو ما أدى إلى نجاح القاعدة، وإلا القاعدة بوصفها السابق لا تعمل بكل تأكيد.

(17)
لماذا يفشل الناس؟ رغم كل التقدم العلمي الذي نلاحظه اليوم والمشاركة التفاعلية في وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أننا أصبحنا نمتلك جامعات عن بعد، تنظم المحاضرات والندوات والدورات وتقدم المعرفة باجتماع المحاضرين والعلماء والمتخصصين والدكاترة وجميع المهتميمن من المستفيدين كطلاب، ويقوم بالعمل التنظيمي مجموعة من التقنيين والاداريين، ليجتمع الجميع على شاشاتهم الخاصة ويتعلموا ويعلموا ويتحاوروا ويتبادلون كل أصناف العلوم والمعرفة، وفوق كل ذلك، لدينا مكتبات هائلة كبيرة بكل اللغات على الانترنت تتيح لنا مجال البحث السريع عن المعلومة والفكرة والمعرفة بكل اشكالها، ومع ذلك لازلنا نفشل، ونخفق وننجح، سؤالي المكرر لماذا؟

(18)
جرب التفكير بالأمر، قبل البحث عن الإجابة أو الحوار مع الآخرين، فكر بشكل شخصي وتأمل، لماذا لا يزال يفشل الناس؟ رغم كل التقدم والتطور الذي نعيشه اليوم، ولماذا يفشل الناس حتى في الأمور التي باتت مسلمة أو بديهية، ولا تتعجل في الحكم على أحد، فأنت في واقع الأمر لا تزال تقع في بعض الأخطاء المتكررة، والتي تقول بصوت عال بعد الوقوع بها، كم مرة سأقع في هذه الغلطة مجددا. الأمر يحدث، والقصص والاستشهادات كثيرة، يخبرني صديق، وهو من القراء النهمين، والشخصيات الناجحة، أن يقع في غلطة كل مرة، وهي أنه يشتري الكتاب نفسه أكثر من مرة من المكتبة وهو لا يعلم، مع انه على صعيد العمل، لا اذكر أن وقع في غلطة بمشروع يخسره المال، الامر غريب لكنه يحدث مع كل انسان، لأننا بحاجة فعلا إلى الاجابة على السؤال، لماذا يفشل الناس؟

(19)
قاعدتي في النجاح والفشل، بأن النجاح والفشل مرتبط بأمرين: الأول هو تحديد عوامل النجاح بالنسبة للشخص، فما اعتبره نجاحا قد يعتبره اخر فشلا، وهكذا، والامر الثاني: أن النجاح الذي أسعى الى تحقيقه اليوم بالظروف الحالية المكانية والزمانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وكل ما يحيط بالبيئة الخارجية، ربما لا يمكن تحقيقه لاحقا بتغيير الظروف، وبالتالي مؤشرات النجاح وعوامل النجاح، أمرين تحكمان دائما بتحقيق النجاح وهما عاملين متغيران دائما، فلا يمكن أن يحقق الناس النجاح دائما بغض النظر عن كل التقدم العلمي والتقني والاقتصادي الذي يصل اليه العالم ستجد هنالك فشلا جديدا ونجاحا جديدا.

(20)
العالم كان يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2007 تحديدا، وصلت إلى القمة ولم يعد هنالك ما يشكك بقدرتها على التخطيط والقوة لدرجة أنها تعرف ما سيحدث قبل أن يحدث (هذا من باب المبالغة، وإلا لا يعلم الغيب إلا الله)، والدراسات الأمريكية إذا قالت شيئا فقولها الحق، ونعرف تقدم أمريكا العلمي والصناعي والاقتصادي والعسكري والسياسي، ولكن في عام 2008 حدث انهيار الاقتصاد العالمي، الذي تسبب بخسائر كبيرة جدا، على مستوى العالم، بسبب خطأ أمريكي لا نزال نعاني من تبعاته إلى اليوم 2016، هذا يثبت أن النجاح والفشل لا يمكن أن يصلان إلى حد يكونا معه أمرا نهائيا، تبقى هنالك اجتهادات بشرية وعوامل متغير في البيئة الخارجية كلها تؤثر على هذا النجاح او ذلك الفشل.

(21)
إذا غيوم الشتاء تمطر من جديد، وكل قاعدة تسعى إلى كتباتها وتثبيتها وبروزتها وتأطيرها، ستمنحك فرصة من مراجعتها، وتقييم خطط أعمالك اليومية عليها، وبالتالي، ستجد نفسك في نهاية الجولة (بغض النظر إن كانت الجولة اسبوعية او شهرية او سنوية، تسجد نفسك في نهاية الجولة) متقدما خطوة للأمام إما بسبب أن القاعدة صائبة وبالتالي ستعتمد عليها كثيرا لاحقا، أو بسبب أن القاعدة خاطئة وبالتالي ستتجنب الوقوع في هذا الخطأ أولا، ثم ستبحث عن قاعدة بديلة، وهذه فكرة التأطير، بأن تجعل لك قواعد في العمل وفي الحياة الشخصية وفي الحياة الاجتماعية وتبدأ في تقييم النتائج وفق تلك القواعد إما لتثبيت القواعد أو لتغييرها وفق النتائج التي تحصل عليها كل مرة.

(22)
الحياة وفق أطر وقواعد وروتين مملة جدا، هذه حقيقة ولكن من قال أننا نتكلم عن روتين، أو نتحدث عن ضوابط مملة، نحن فقط نضع أطر وقواعد، ثم نعيش بطريقتنا مع ملاحظة لما نقوم بعمله، مقارنة بالقواعد، وهذا لا يعتبر روتين ولو أصبح كذلك، سيكون بلا جدوى، لأننا بحاجة الى سرعة اليديهة والتقاط الفرص بسرعة والتناغم مع الظروف مع القدرة الكافية على التغيير والتعديل بشكل يسمح لنا مجالا واسعا للنجاح والتقدم في حياتنا الشخصية والاجتماعية والعملية ولا يمكن أن نعمل كالاجهزة والكمبيوترات ما لا يتوافق مع القواعد البرمجية لا يمكن ان يتعدل او يتغير، وإن عملنا بهذه الطريقة سنتحول الى الات، مع العلم اننا بحاجة الى الفشل أحيانا، لنجدد التحدي والخوف والطموح والسعادة وهذه عوامل تساعد على النجاح أيضا.

(23)
في لحظة من لحظات العمر ستشعر بأن هنالك أشياء تتكرر بنفس الطريقة الخاطئة التي فعلتها بالسابق، والسؤال، لماذا تتكرر الأخطاء كل مرة بنفس الطريقة؟ تتعجب من نفسك أحيانا، بأنك اتخذ قرار مسبق بأنك لا تعمل في مجال معين، ثم تجد نفسك غارقا في مهام عمل متراكمة لا طائل منها، إلا الوفاء بالالتزامات، بينما لو منحت نفسك فرصة للتفكير في اتخاذ القرار بناءاعلى التجارب والخبرات السابقة، كنت سترفض الأمر، والنتيجة كانت أفضل بكثير من هذا التورط، المشكلة أن اليقظة لهذا الأمر تأتي متأخرة بعد اتخاذ القرار وكأن فعلا تتعمد أن تتورط في كل مرة، اسال نفسك على مدار الخمسة أعوام الماضية ما هي الاعمال والممارسات التي كانت لها أفضل نتائج على الصعيد النفسي والمادي والخبرة والسعادة، ستجد هنالك قائمة لا تتجاوز 20% من مجموع ما قمت بعمله، والسؤال لماذا لا نحدد هذه ال 20% ونكرر عملها كل مرة.

(24)
تابع وسائل الإعلام وركز على قناتين من قنوات الإعلام، ستجد بعد وقت بأن هنالك أخطاء تتكرر، علما بأن وسائل الإعلام الناجحة اليوم، لديها قواعد خاصة، يعلمها كل العاملين في القناة، ومراجعين ومدققين، ومع ذلك تسقط منهم تكرار الأخطاء، ولكن أكيد بدرجة أقل بكثير جدا من تلك الأخطاء التي تقع بها قنوات لا تهتم في تأطير قواعد العمل، ومراجعتها وتعميمها على جميع العاملين في القناة، هذا المثال ينعكس على حياتنا الشخصية، فالانسان الذي يحدد لنفسه مجموعة من القواعد ومجموعة من القيم ومجموعة من المبادئ ثم يعمل على مراجعتها والتأكد من توافقها وتناغمها مع أهدافه في الحياة سيكون بكل تأكيد له إنتاج في الحياة أكبر وسيعيش حياته بطريقة يسودها السلام الداخلي لأنه يعمل وفق مرئياته، بينما ما يتوهم أن يعيش وفق مرئياته ولا تكون لديه تلك القواعد او لا يراجعها، سيقف بين كل فترة واخرى ليجد نفسه يريد شيء ويعمل على تحقيق شيء اخر ليس له علاقة مباشرة بما يريده.

(25)
ابدأ فورا، ممكن أن تكون هذه الجملة المكونة من كلمتين هي مفتاح السر، لأن تنتقل من حالة الى حالة بشكل متسارع والآن، ابدأ فورا بعمل أي فارق على صعيد كل المستويات التي تعيشها، ضع خطط، حدد أهداف، ثبت قواعد، ولا تقلق لكونها مثالية او ليست كذلك، فكل حياتك وقت متاح للتعديل والتغيير والتطوير، ولا شك أن هنالك ما سيجعلك تستطيع ان تغير وفق الخبرات التي ستأتي لك في المستقبل والمعلومات والفعل ورد الفعل، المهم أن تبدأ فورا، في وضع بعض القواعد بعض الخطط بعض الاهداف والحياة أمامك حافلة للتعديل والتطوير، مشكلة الناس غالبيتهم يسعون إلى الكمال، ويقفون وقتا طويلا في التخطيط بينما لا يفعلون شيئا، وهذا ما أريد أن أهرب منه إلى ساحة التأثير والتغيير بحيث أكون قادرا على عمل كل ما يخطر بذهني فورا، وفق القواعد البسيطة التي وضعتها مسبقا، والأهداف التي اسعى الى تحقيقها، مع ادراك اهمية المراجعة والتكرار.

(26)
نحن لسنا في معركة، وحتى ان كنا كذلك فالتفكير بهذ الطريقة محبط أكثر مما هو محفز، فكر بطريقة متراكبة، متسلسلة، متتابعة، بحيث أن تكون لك رؤية لخمسة أعوام قادمة لكنك في الوقت نفسه تخطط للعمل على خطوات لخمسة أسابيع القادمة، وهنالك فرق كبير بين رؤية لخمسة سنوات تقع فيها التخطيط الاستراتيجي، والخبرة والاستبصار وبين الخطة التشغيلية التنفيذية للخمسة اسابيع القادمة، وطريقة 5*5 هذه طريقة تعمل لانها تجعلك تعمل على نقطتين بين القريب جدا والبعيد جدا وبالتالي تكون أكثر توازنا من العمل على واحدة من هذه المسارات الخاصة بالتقدم وكأنها مسارين متقابلين متوازيين لسكة حديد وانت القطار الذي يسير عليها لتنتقل من نقطة الى اخرى، فلو كانت احدى المسارات غير سليمة فعلا سيتوقف القطار، وهذا يفسر كثيرا من التوقفعا والتعثرات التي يمر بها الكثير من الناس.

(27)
أتذكر مرة كنت متحمسا جدا لفكرة مشروع، وهذه الحالة أمر بها كثيرا، وركزت خلال 3 أشهر العمل على المشروع، ثم فجأة أوقفت العمل عليه فقط لأني وجدت هنالك في السوق منافسين كثر، الغريب بالأمر أنني عاودت التركيز على نفس المشروع بعد فترة، وما خسرته هو الوقت الذي توقفت فيه، هنالك 3 دورس تعلمتها من هذه التجربة، وهي أن التوقف أو الاستمرار يحتاج الى مؤشرات لاتخاذ قرار فعال وهذه لم تكن موجودة من البداية ولو كانت كذلك لما اوقفني شيء عن الاستمرار في المشروع، الدرس الأول مهم جدا لأنه في بعض الأوقات انت بحاجة للوقوف السريع، وللاسف تستمر وتفشل وكلا الحالتين وارد، نحن نهرب الى الفشل من النجاح، وهذا ما لا نريده أن يحدث، الدرس الثاني الذي تعلمته أن البداية السريعة مهمة لكنها بحاجة الى اهداف واضحة محددة وهذه الاهداف غير المؤشرات بمعنى نحن بحاجة الى قواعد واهداف، اما الدرس الثالث وهو انني كنت اعمل بدون خطة توضع تحديدا ما يجب علي فعله خلال كم زمني وهذا ما جعلني بسرعة اتوقف لان اي عائق سيعلن جرس انذار الى اين نحن نذهب، وبالتالي كانت تجربة قاسية وتكررت اكثر من مرة في اكثر من مشروع لكنني اليوم لا ابدأ في مشروع الا ان اضع له اهداف واضحة ومحددة وقواعد للعمل واضحة ومحددة وخطة عمل واضحة ومحددة وربما هذا ما سيجعلني انتقل من حالة النجاح القليلة والفشل الكثيرة الى حالة النجاح الكثيرة والفشل القليلة وبعض النظر عن النتيجة على الاقل أنا اعمل الان بطريقة مختلفة عما كنت اعمل عليه سابقا.

(28) 
سيكون الأمر مرهقا لو أننا كتبنا كل القرارات التي اتخذناها في حياتنا ثم بدأنا في تصنيف الناجح والناضج منها وما غير ذلك، ثم بدأنا في تحليل آليات اتخاذ القرار، مرهق جدا لكنه سيوفر عليك في المستقبل الكثير جدا من القرارات التي ستقوم باتخاذها وستعطي نتائج سلبية لانك لا تزال لم تتعلم من الاخفاقات السابقة ولم تكتب قواعد جديدة او قديمة.

(29)
الأمر ليس صدفة، وأيضا ليس خطوة، وهذا يعني أنك لن تكون قادرا على تحقيق النجاح صدفة وهذا نتفق عليه جيدا، لكنه أيضا لن يكون بطريقة محددة، فكل الطرق التي توصلنا اليها اليوم لتحقيق النجاح تبقى خاضعة لعوامل تغير القناعات الشخصية للنجاح وعوامل التأثير من البيئية الخارجية، ولكن الأهم من ذلك كله أننا بحاجة الى تقديم المساعي وانتظار النتائج، فاجتهادنا سيكون على أفضل ما نستطيع عمله، أما النتائج، بيد الله.

(30)
أتابع من وقت لآخر بعض الكتابات التي يعرضها المفكرين أو المشاهير من المتخصصين، ربما يكون ترتيب الجملة مربك لكنني بحاجة إلى هذا الإرباك، أعني المتخصصين من الدكاترة والقضاة والشيوخ والمشاهير اعلاميا، وبعد متابعة كم هائل من التغريدات والمقالات والعبارات، أجد أنهم يكررون قواعد ليست جديدة لكننا نعجب جدا بما يقولون، فلو أن الأخ الحبيب أحمد الشقري قال من جد وجد، لوجدتها مكتوبة بماء الذهب، وأنا لا أقلل من شأن الرجل فهم فعلا مؤثر، وما طرح إلا كل جميل وجديد في التغيير والتطوير عبر مؤلفاته وكتاباته ومقالاته وبرامجه، إلا أني اعيد النظر إلى الامر لأقول باننا نحتاج إلى تلك الهالة المجتمعية لتضع بصمتها على الفكرة المعروفة فتصبح واقعية، وتتحول من نظرية في كتاب الى مشروع عمل في الحياة نراه، وهذا ما يؤثر بنا، وعلينا أن نحول أفكارنا الشخصية أيضا الى مشاريع عمل واقعية في الحياة.

(31)
خيط يربط الفيل، يمكن ربط فيل صغير بسلسلة تضغط قليلا على قدمه، ليشعر بألم كبير جدا في كل محاولة افلات منها، ومع الوقت يكبر الفيل، ويغير السائس تلك السلسلة بخيط رفيع او حبل بسيط يستطيع الفيل الصغير قطعه، لكنه يبقى على ذاكرة وتجربة السلسلة المؤلمة التي لا يمكن فكها، فيكبر الفيل وتذهب السلسلة ويحل محلها الخيط ويبقى الفيل بمجرد ان تعيقة قدمه من التقد يخضع للوقوف، وهذا يحدث معنا كثيرا عندما نقيس فرص المستقبل باخفاقات الماضي، وما علينا فعله هو ان لا نغفل حقيقة الحاضر التي تمكننا من قياس الامر على جانبين الماضي والمستقبل.

(32)
أهم ما في الأمر،هو أن نكون قادرين على تحديد أهداف واضحة في حياتنا، المشكلة التي يقع بها معظم الناس أنهم لا يكتبون أهدافهم، ولذلك هي تتغيير يوما بعد يوم ويتوهمون أن اهدافهم تتحقق وفق ما وضعوه، ولكن الحقيقة أنهم يغيرون من الاهداف بحسب النتائج وبالتالي يقولون لقد حققنا ما كنا نسمو اليه، أتذكر معلم رياضيات كنت اتحدث معه وهو في الأربعينيات من عمره، وسالته كيف حددت اهدافك في الحياة وفعلا قص لي قصة رائعة جميلة تحكي حكايته من البداية حتى اليوم، وكأنه فعلا وضع الاهداف ليكون على ما كان عليه، وأراهن إن سالته اليوم بعد عشرون عاما، أن يعيد لي نفس القصة، لان قصته تغيرت وفق النتائج فافترض ان الاهداف كانت كما الت اليه النتائج وهذا يحدث مع معظم الناس، نحن بحاجة لوضع الاهداف اليوم والتوقيع على هذه الوثيقة ثم المقارنة بالنتائج لاحقا، ومن غير هذه العملية ستكون كل النتائج اهداف مسبقة لم نكن نعلم عنها شيئا.

(33)
التلميذ الذي فاق استاذه، كنا في قاعة التدريب وبعد انتهاء البرنامج التدريبي كان الجميع يخرج من القاعة، بعد الشكر والثناء والاحتفال بنتائج الدورة، إلا شخصا كان يدخل وتوجه نحوي بينما كنت أجمع أغراضي للخروج من القاعة، وقد حققت النصر العظيم (حقيقة الامر ليست كذلك أبدا) سألني سؤال، كيف أصبح مدربا ناجحا مثلك؟، الإجابة كانت سريعة، وحاضرة بذهني لأنني سألت مدربين كثر عن هذا السؤال ولم يستطع أحدا منهم أن يجيب بطريقة مهنية، إلا الدكتور مريد الكلاب، الذي أجاب إجابة واضحة، وهي: أنت تمتلك اليوم خبرة ومعرفة لا يمتلكها كثير من الناس، ابدأ فورا بتدريبهم عليها، ومع الوقت ستتقدم، وكانت هذه اجابتي للسائل. لا شك ان الاجابة دقيقة وهي نابعة عن خبرة الدكتور، وقد فهمت الدرس جيدا وطبقته جيدا واستطعت ان احصد نتائج، وللعلم، السائل اصبح اليوم مدرب عالمي، بتطبيق ذات القاعدة البسيطة، نحن بحاجة الى قواعد في حياتنا أكثر من اي شيء آخر. بعد سنوات قال لي المدرب العالمي، وهو من أعنيه بالقصة التلميذ الذي فاق استاذه، أن هنالك قواعد أخرى بحاجة الى التجديد مثل، تغيير هذه القاعدة التي لا شك فيها، لان هنالك مع مرور السنوات ولا شك قواعد أفضل منها.

(34)
لا أكتب بغرض التسلية، وإنما أحاول أن أظهر الحديث الداخلي مع ذاتي، ليصبح حوارا، أكون أول المستفيدين منه، وهذا ما يدفعني دوما للكتابة، لأنني أدرك بأن الكتابة محرك تعلم وقراءة نفاث، فكلما زادت كتابتك زادت قدرتك على تحليل الأمور وفهمها وقرائتها وبالتالي تتقدم، قبل تقدم من يستفيد من كتاباتك، فإن كان فقط من يستفيد من هذه الكتابة أنا وأنت، فنحن وسعنا دائرة الحوار لتصبح في حلقة اثنين بدلا من واحد، وتزداد الدائرة اتساعا كلما كانت قدرتنا على الاستماع الجيد عالية، وقبول النقد البناء كذلك.

(35)
اختصر من فضلك، يمكن تلخيص كل ما قلته في هذا الإطار، بأن غيمة الشتاء تمطر، قاعدة واضحة، نحتاج الى الكثير مثلها لتكون حياتنا واضحة، نحن بحاجة إلى قواعد وأهداف وعمل وتعلم وجهد وتخطيط لتحقيق الأهداف، وتصحيح القواعد، لتكون حياتنا واضحة، تشعل هذه الخلاصة شعلة سؤال: لماذا كل هذا التفصيل؟

(36)
قال تعالى: (والعصر، ان الانسان لفي خسر، الا الذين امنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر، القرآن الكريم

(37) 
تلخص هذه السورة كل ما قرأته في إدارة الذات وترتيب الأولويات وفهم الوقت، من كتابات العرب والغرب، وكل ما تعلمته في إدارة الوقت، والسورة كلام الله الذي لا ينقصه ناقص ولا يزيد عليه زائد، إلا أن كل القراءات في إدارة الوقت تجعلنا نفهم السورة بطريقة تنعكس على واقع حياتنا، نحن بحاجة إلى الاختصار، وفي الوقت نفسه بحاجة الى التفصيل، خذ القواعد الذهبية للنجاح في أي أمر، لن تجدها كافية لتغنيك عن التفاصيل التي تعمق مفهوم القواعد في داخلك وتعكس نتائجها على واقع حياتك، فكما أن الاختصار مطلوب فإن التفصيل أيضا مطلوب، وتبقى هنالك اجتهادات كثيرة، للتحقق من القواعد، وشرحها بطريقة فعالة أكثر.

(38)
الأمر لا يتوقف على مقال أو كتاب أو نظرية أو فكرة، الأهم هو أن ننطلق نحو ما نسموا إليه بغض النظر عن الطريقة، المهم أن يكون الهدف واضحا محددا، مشرقا متأملا، لا باهتا متألما متململا، وهذا بحد ذاته مفتاح النجاح الذهبي الذي يمكننا من تجاوز كل تلك الأفكار الداعمة للنجاح بعيدا عن أي شيء، ضع لنفسك أهدافك في الحياة، ومن ثم خطط لتحقيقها خلال حياتك، غير وطور وعدل وفق عملك وتعلمك واجتهاداتك، ولا تجعل سقف الأهداف الخاصة بك محدودا بواقع الحال الذي تعيشه، بل ارفع السقف إلى حدود أبعد من هذا الواقع الخاص الى الواقع العام أو حتى الطموح المتأمل المسبشر بتبصر لمستقبل مشرق، واصنع ما شئت، وافعل شيئا يشعرك بالشغف والسعادة ليس من تحقيق النجاح، وإنما من تحقيق أضافة في هذه الدنيا التي تعيش فيها.

أشرف بن محمد غريب
الرياض 30 أبريل 2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية