الإبداع بين الحقيقة والخيال - إنشتاين

نعلم أن إنشتاين ولد عام 1879 في ألمانيا رسب في الرياضيات وكان يعاني من صعوبات في التعلم ثم قفزنا فجأة إلى النظرية النسبية واسهاماته في الفيزياء الحديثة إلى أن مات عام 1955.

هنالك جانب هام في حياة إنشتاين أغفلناه فتشكلت فكرة خيالية عن الإبداع أنه مقدرة عقلية فطرية صرفة، وهذا لا يتوافق مع المنطق، إن الجانب الذي تم إغفاله في حياة إنشتاين هو وتبنَّى اثنان من أعمام أينشتاين رعايته ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات.

صحيح إن إنشتاين طرد من المدرسة في ميونخ، معلومة قديمة ولكن لماذا لم نتعلم أن إنشتاين تابع بعد ذلك دراسته ليتخرج من المدرسة الثانوية في ميلانو (إيطاليا)؟!!

معظم ما أخذه أينشتاين في نظريته النسبية الخاصة كان من العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، هذا يؤكد أن إنشتاين فرغ إلى دراسة الفيزياء، ومن المؤكد أنه عمل في مكتب تسجيل براءة الاختراعات السوسري.

نعلم أن إنشتاين في عام 1939 كتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لينبهه على ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة قبل الألمان وذلك قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. وفي العام 1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية. ولكن لماذا إغفلنا أنه خريج المعهد الفدرالي السويسري جامعة زيورخ.

بعد تأسيس دولة إسرائيل عرض على أينشتاين تولي منصب رئيس الدولة في إسرائيل لكنه رفض مفضلا عدم الانخراط في السياسة ومقولته المشهورة في ذلك: "انا رجل علم ولست رجل سياسة"

لذلك فإن عبقرية إنشتاين لم تنشأ من قدرة فطرية صرفة، وإنما من جهد دؤوب في مواصلة التعلم والعمل، وانشغاله في الفكر، هذا ما ينتج لنا عباقرة قادرين على تغيير العالم، ليس ما تناقلناه عبر سنوات طويلة من التعليم، بأنه فصل من الدراسة لصعوبات التعلم، ثم فجأة اكتشفنا انه كان عبقري

أشرف بن محـمد غريب
الرياض 12 اكتوبر 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية