الإبداع بين الحقيقة والخيال - نيوتن

لا تزال الرواية الساذجة التي تعلمناها ترسم لنا محاورا غير صحيحة للإبداع والتطور الحقيقي للقدرات الذاتية، تقول الرواية القديمة، بأن رجل كان جالسا تحت شجرة، سقطت عليه التفاحة، فأدرك قانون الجاذبية الأرضية، إنه العبقري اسحق نيوتن. ويضاف على القصة أنه كان فاشلا في المدرسة وفصل في الصف الثالث الإبتدائي، لما لا إن كانت الصدفة هي من يلد الفرصة؟!!

الجانب الخفي من القصة، أن نيوتن كان باحثا متعلما ولد عام 1642 واجتهد في دراستة حتى تخرج من الجامعة عام 1660، وانتخب عام 1701 ممثلا لجامعة كامبردج ورئيسا للجمعية الملكية عام 1703 كما منح لقب فارس من الملكة آن عام 1705، ساهم نيوتن في اثبات نظرية كليبر المتعلقة بحركة الكواكب، وهو اول من صنع مقراب عاكس عام 1688 وهو نفس المقراب المستخدم اليوم في المراصد الفلكية.

وهو من شارك ليبنيز في تطوير علم الحساب التفاضلي (يعلم طلاب المرحلة الثانوية للأقسام العلمية هذا العلم جيدا، لكنهم لا يعلمون أن نيوتن هو من أسسه)، ويعتبر هو ابو الفيزياء وصاحب القانون المشهور، لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكس له في الاتجاه.

الدارس لحياة نيوتن يدرك أنه من الاستحاله للصدفة أن تصنع عبقري، وأن الاف البشر جلسوا تحت الشجرة ولم يكتشفوا قانون الجاذبية الأرضية، ليس لأن نيوتن أكثر عبقرية منهم، بل لأنه أكثر علما منهم، فأدرك مالم يستطيعون هم ادراكه.

لا تنتظر صدفة تصنع لك معجزة في اختراع او ابتكار وإنما شمر عن يدك وابدأ في حركة دؤوبة نحو التعلم والعمل والتفكر وهذا ما يضمن لك تحقيق أرقى النتائج في الإبداع والابتكار والتطوير، قال نيوتن، نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور، ومن اللافت أن عبقرية انشتاين تعود بالفضل الى قوانين اسحق نيوتن الذي توفى عام 1727

أشرف بن محـمد غريب
الرياض 13 أكتوبر 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية