الإبداع بين الحقيقة والخيال - أديسون

عجبت كثيرا من غباء شخص يحاول أكثر من 1024 مرة لاختراع المصباح الكهربائي وهو لايمل، وكيف كان يعيش ومن أين يأكل ومن يصرف عليه إن كان جل تركيزه في أمر أخذ وقته وجهده وطاقته، والأغرب من ذلك أن هذا الغبي لم يكمل دراسته في المدرسة، وإليك الرواية الحقيقية.

صحيح أن أديسون طرد من المدرسة لإدعاء اساتذته بأنه غبي، ولكن لم تنتهي القصة عند هذا الحد، بل اهتمت به والدته اهتماما كبيرا ورفضت ان يكون ابنها غبي واهتمت به هي بنفسها في تعليمه العلوم، يقول جار أديسون، كثيرا ما كنت ارى ام اديسون وهي تعلم ابنها في حديقة المنزل، هذه الرعاية البيتية استطاعت ان تخرج لنا عالما، ومن مراحل تعلمه في الصغر ان أبوه كان يمنحه مبلغ صغير من المال مقابل كل كتاب يقرأه, حتى بدأ توماس في قراءة كل الكتب التي تضمها مكتبة المدينة.

لم يكن متهورا في انغماسه في اختراع المصباح الكهربائي فحسب، بل اخترع المايكروفون والفونغراف (الاختراع الذي ادى الى تطوير المسجل أو النقل الصوتي) واخترع الة نقل البرق (البرقية)، وعمل في اخر حياته بداية الرسوم المتحركة، وسجل باسمه اكثر من 1000 براءة اختراع، وهو من ساهم في اختراع اول جهاز للأفلام واول من انتج فيلم سينمائي واول من اخترع محطة توليد كهرباء، ليس فقط المصباح الكهربائي يا صديقي، فهو الذي اخترع اول اله تنقل الصوت، تذكر اديسون كلما استمعت الى مقطوعة صوتية.

في بدايات حياته وحين كان صغيرا عمل في بيع الخضار من محصول مزرعة والده وبيع الجرائد في القطارات, مما در عليه ربحا ممتازا. وعمل موظفا لارسال البرقيات في محطة السكة الحديد، مما جعله يقتات ليعيش ويريح امه التي تعبت في تعليمه، عمل بعد ذلك موظفا بار 300 دولار شهريا مع الدكتور لزو الذي تعرف عليه اول مرة عندما تعطلت آلة هامه في بورصة الذهب كانت وظيفتها تسجيل الاسعار, واسرعوا بمخترع الآله الدكتور لوز الذي سمح لاديسون وفضوله بان يشاركه بالكشف على الآله، حينها بادر اديسون وقال انا استطيع إصلاحها, وفعلا خلال ساعتين كان اديسون قد اصلحها. مما جعل الدكتور لوز يستدعيه ويختبر معلوماته في الفيزياء والتلغراف والكهرباء, حتى سمع مايسره وعين اديسون مشرفا على مصنعه.

عمل بعد ذلك في شركة (وسترن يونيون) واخترع للشركة الة تطبع الرستئل بالحروف اوتوماتيكيا. وتقاضى مكافئة لهذا الاختراع مقدارها 40000 دولار، استطاع ان يؤسس بها مختبره وشراء الات ولم يكن حينذاك سجل اكثر من 122 اختراعا فقط، ليبدأ في حياته مع الثراء.

صحيح أن غراهام بل هو أول من اخترع الهاتف، ولكن هاتف غراهام لم يكن ينقل الصوت لمسافة بين نقطتين ابعد من الغرفة، بعد شهر استطاع اديسون تسجيل الته التي تنقل الصوت عبر العالم، إنه مخترع الهاتف الحقيقي، اديسون، وهو من له الفضل في اختراع اول اله مسجل، وهو من جعلنا ندفع فواتير الكهرباء حقا.

العمل الدؤوب والتعلم والاجتهاد مكن اديسون من ان يصبح ثريا وليس عبقريا فقط، وهذا الجانب الخفي من القصة، نحتاج أن نذكركم فيه، بأن طريق العلم يقضي بالثراء أيضا.

أشرف بن محـمد غريب
الرياض 13 أكتوبر 2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية