الكتاب الإلكتروني نعم أم لا؟

تطور العالم وانطلقت عجلة التقدم مسرعة لتغيير قواعد اللعبة وأصبح هنالك اليوم العديد من الأدوات الجديدة للقراءة والتعلم ومنها الكتاب الإلكتروني والمواقع والبرمجيات الداعمة لهذا السياق، في هذا المقال سوف أناقش أهمية بناء عادات ومهارات القراءة والتعلم باستخدام الكتاب الإلكتروني، والتعريف ببعض الأدوات من مواقع إلكترونية وبرمجيات متخصصة في هذا المجال.
ندرك أهمية القراءة والعائد منها على حياتنا، ونعرف أهمية التعلم ومهما ينتشر من رسائل مخادعة في الأوساط المحيطة للتقليل من أهمية العلم والقراءة، نبقى على وعي متأرجح بين الاهتمام أو التغافل بهذا الأمر، ومع ذلك لا يُنفَق الوقت الكافي من حياتنا على التعلم والقراءة، والغالب لدى الناس هو اهتمامهم بأشياء أخرى أقل نفعا من القراءة والتعلم وترك هذا الجانب الهام في الحياة لأجل غير مسمى، ربما تكون طبيعة القراءة والتعلم وما نشعر به من ملل أحيانا حين نقرأ هو ما يدفعنا إلى ترك هذا المهم والالتفات إلى ماهو أقل أهمية وهذا ما يحدث يومياً حتى أصبحت الكتب متوفرة في كل مكان بأي لحظة ولازالت عدد الساعات التي نقضيها على شبكات التواصل الإجتماعي أكثر بكثير من تلك التي نقضيها على مواقع الكتب والمدونات الثقافية ونشعر بأن قراءة التغريدات حتى وإن كانت مكررة ومقتبسة بدون حقوق ملكية، أمتع من قراءة مقال أو قراءة كتاب، الأمر خطير ويقع فيه معظمنا بمختلف مستوياتنا الثقافية والاجتماعية وحتى الذكائية.
رغم أن الكثيرين يرفضون فكرة الكتاب الإلكتروني، وبالمقارنة فإن القراءة من كتاب ورقي أمتع وألذ - أنا شخصيا أتفق مع هذا الأمر وأضم صوتي إلى هذا الفريق - إلا أن العالم يتقدم ونحتاج أن نواكب ذلك التقدم لأن السرعة الهائلة التي تنطلق بها عجلة الحياة نحو التقدم لايمكن تجاهلها، وتكوين عادات جديدة لقراءة الكتاب إلكترونياً، مع الاهتمام بتكوين عادة القراءة أمر هام جداً ويتطلب مننا الكثير والكثير لنحصل على النتائج التي نود الحصول عليها في هذه الدنيا، والأمر لا يتعلق بالكتاب الإلكتروني فحسب وإنما يرتبط بتغيير عاداتنا وتنظيم حياتنا وتطوير مهاراتنا في جميع جوانب التقنية، فالمكتبة التي كنت أنميها خلال سنوات عمري، تركتها خلفي حين تطلب الأمر أن أفعل ذلك، وأنا مرتاح البال لأن جميع الكتب فيها موجودة على جهاز الكمبيوتر المحمول معي على شكل كتب إلكترونية، صحيح أن متعة مسك الكتاب وتقليب الورق أفتقدتها ولكنني أستطيع الحصول على المعلومة بكبسة زر، وهنا علينا أن نضحي ببعض المزايا مقابل مزايا أخرى، وحتى العيوب يمكن التغافل عنها.
ابدأ فوراً إن لم تكن فعلتها سابقاً بتكوين مجلد على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وصنف تحته مجلدات بحسب مواضيع الكتب التي تقرؤها، وابحث عن أي كتاب قرأته سابقاً على الإنترنت بصيغة كتاب إلكتروني وستجده، احتفظ بنسخة في مكتبتك الإلكترونية، ثم اربط هذه المكتبة بأي مخزن سحابي للملفات على قوقل أو مايكروسفت أو أبل وإنطلق في تكوين عادات جديدة لمراجعة الكتب الكترونياً وسجل الملاحظات الكترونياً ودون الأفكار الجديدة الكترونياً، ولا تتوقع أن هذا الأمر سوف يحدث بين عشية وضحاها فالتغيير صعب ودائماً يشعرنا بعدم الارتياح، لكننا بحاجة ماسة جداً لاقتناء جهاز كاندل من أمازون اليوم، أو اقتناء جهاز كمبيوتر لوحي اليوم، لأن الحياة تغيرت وعلينا أن نتطور بسرعة، فالأيام القادمة لن تكون للأميين - أعني الأمي باستخدامات التقنية والبرمجيات والمواقع الإلكترونية - وستكون الفرص مضاعفة للعارفين بدهاليز التقنية والبرمجيات، بينما ستتقلص الفرص وربما تنكمش أو تتلاشى بالنسبة لمن يقاومون التغيير ويقفون جانباً على الرصيف.
تتيح شركة أمازون كتب مجانية وأخرى مدفوعة، ويُمَكّنُكَ فتحُ حسابٍ على موقع أمازون من البدء في تحميلِ الكتبِ المجانية وتنظيم مكتبتك الخاصة، هنالك العديد من المواقع العربية توفر لك خدمات مشابهة وموقع كتب قوقل يوفر ذلك، ولكنك بحاجة إلى كل تلك المصادر بالإضافة إلى مجلدك الخاص والمواقع الشخصية الأخرى والمكتبات المجانية المتناثرة هنا وهنالك في قرية الإنترنت، والمشاركة في مجموعات القراءة سوف تمنحك فرصة للتعرف على البرمجيات المتاحة، وهذا كله نقطة من بحر فاليوتيوب وحدة يتضمن اليوم الكثير من القنوات التي تقدم خدمات مجانية عن ملخصات للكتب وهذه تفيدك في أخذ تصور عن فكرة الكتاب قبل قراءته أو حتى مراجعة الكتاب الذي سبق لك قراءته، امنح نفسك فرصة للتعرف على قناة أخضر وقناة الزتونة على اليوتيوب، وابحث في قوقل باستخدام الكلمات المفتاحية: كتب إلكترونية، خلاصات كتب، كتاب مسموع، فكرة كتاب، ملخص كتاب، كتاب بي دي إف، هذه الكلمات المفتاحية وغيرها الكثير سوف يساعدك على الإبحار في عالم الكتاب الإلكتروني فالكتاب اليوم أصبح مقروء ومسموع ومرئي، ولا تزال هنالك ابداعات غير محدودة تنقل لنا المعرفة بطرق متعددة نستحقها بجدارة.
استخدم هذه التلميحات لتستفيد من مصادر التعلم على الانترنت:
- حدد قناة واحدة أو موقع واحد أو برنامج واحد واستمر لمدة اسبوع على الأقل في هذا المكان حتى تتعرف عليه وتجمع أفضل ما فيه وتتناغم معه وبالتالي تتحقق الفائدة منه.
- ليس المهم أن تعرف كل مصادر التعلم أو الكتب الإلكترونية على الإنترنت، فاستخدام موقع مميز واحد أفضل من كل مصادر التعلم المتاحة التي قد تشوشك أكثر.
- الأمر ليس في تجميع مكتبة من الكتب على الكمبيوتر ولا الاشتراك في مواقع تقدم خدمات الكتب المسموعة أو المقروءة، الأمر في التعلم والقراءة والاستفادة.
- ركز، لازمت قناة أخضر على اليوتيوب 3 أشهر حتى أنهيت كل الكتب ثم انتقلت إلى قناة الزتونة لأسبوعين، وأعرف غيرهما الكثير ولم أبدأ بأي منها حتى الآن.
- حدد وقتاً للقراءة والتزم به، وحدد وقتا لتنظيم ملفات الكتب الإلكترونية أو تحويل الورقية إلى إلكترونية بالبحث على الإنترنت وتذكر أن هذا الأمر لا يتحقق بين يوم وليلة.
- شارك الآخرين متعة ما تحققه وما تستفيده وتعاون معهم فالمشاركة تمنحك الحماس والبركة لما ينتفع به الآخرين من مشاركاتك.
- تذكر أننا أمة اقرأ وهذا الأمر جداً هام لتطور حياتنا ومجتمعاتنا وثقافتنا واقتصادياتنا وجامعاتنا وأمتنا ولذلك لا تبخل على نفسك باستمثار الوقت فيه.
الكتاب الإلكتروني مصدر هام للتعلم وللقراءة والاستفادة من تجارب الناس في العالم بسرعة هائلة، وهو وسيلة أيضاً لتنشر أفكارك للآخرين، ففي داخل كل منا كتاب يحتوي خبراته ورؤيته في هذه الدنيا، ولا تستصغر ما تعرف فأنت خبير بالنسبة للكثيرين الذين لم يمروا بالتجارب التي تستطيع اختازلها في كتاب، فالكتاب الإلكتروني فرصة لتوثق بها خبراتك وتشاركها مع الآخرين، يتيح موقع أمازون لك فرصة النشر الإلكتروني بدقائق، وهنالك مواقع عربية مثل موقع كتبنا يدعم النشر الإلكتروني والطباعة أيضاً بأسعار معقولة وتناسب الجميع، فالأمر لم يعد للقراءة فقط وإنما يتجاوز ذلك إلى حدود التأليف والكتابة والنشر، فشمر ساعديك وأنطلق فالأمر يحتاج إلى تحديد هدف ثم الإلتزام بتحقيقه والعمل على ذلك، يسر الله لنا ولك الخير دائماً وأعاننا على تقديم أفضل ما ينفعنا في الدنيا والآخرة.
أشرف بن محمد غريب
تورنتو- كندا 18 أغسطس 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية