لا يزال الوقت ملائم لاقتناص فرصة جديدة

سنوات من العمل والكتابة والبحث والقراءة والتعلم والتعليم والتدريب، تلقيت خلالها الاف الرسائل السلبية والإيجابية، وتلقيت انتقادات ذات معنى وأخرى لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، كل ذلك كان يمر، ويترك أثارا إيجابية وأخرى سلبية، وأصعب الانتقادات كانت تمر وتنتهي وتنسى وكأن شيء لم يكن.

حين تبدأ، تتألق الأفكار الإبداعية ويشتعل فتيل الحماس بداخلك لتشعر بأن الله خلقك لتنقذ البشرية، هذه المشاعر المحفزة تمكنك من تحقيق ما يعجز عنه الاخرين لكنه أحيانا قد يجعلك تبالغ لتواجه من يقابل الحماس بالتنظير والمقامة والاستهزاء ويتحول النقد من عملية تقويم إلى عملية تقييم وما أسوأ هذه النتيجة.

لن تصل إلى قيمة مضافة من الوقوف عند كل انتقاد سلب وفي الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الانتقاد كله، فهو الميزان الحقيقي الذي يقوم عملك، راجع النقد وتعلم من أخطاؤك.

الحياة الدنيا ليست جنة ومن فيها ليسوا ملائكة، نعم هم ليسوا شياطين والحياة ليست جحيم، وهذا يعني أن البيئة المحيطة بك فيها الطيبين والعارفين والمحفزين والمثقفين والغوغائين والحاسدين والمنافقين والصادقين والكذابين والمجاملين والمحبين، والتمييز بينهم جد صعب، حاول أن تفهم الأمر على قدر الاستطاعة وتجاوز ما لا يمكنك فهمة، لا يكلف الله نفسا الا وسعها، وواصل على أي حال.

رب كلمة عابرة من قريب أو صديق تنشيء حاجزا ضخما يوقف مسيرة الإبداع عندك، والعكس صحيح، فابحث عن الداعمين لك وتجاوز عن المثبطين على أي حال، فلا تعلم إن كانوا متعمدين أم أن سطحيتهم أدلت بجهلهم فكان ما كان، يقول تيم بان: دخلت مكتبي الجديد أصف كل تفاصيله لصديقي وكيف عملت كذا وكذا وصنعت كذا وأنجزت كل ذلك رغم أني أعمل بوظيفتي بدوام كلي، وهذا الإنجاز كان على حساب أوقات الراحة والغداء والعطل الرسمية واجازات نهاية الأسبوع، فكان رده صاعقا: ما هذا اللون القميء؟ وما تلك المكاتب القديمة؟ وما كل هذه اللوحات المبتذلة؟، لم أدرك حينها أنه كان يتكلم بلسان الغيرة والحسد أو حال الآسف على نفسه.

تجاوز الأحداث والشخصيات وواصل نحو ما تسموا إليه فلا يمكن تحقيق الأهداف مع الوقوف عند كل هؤلاء ونقدهم، واصل على أي حال فلن يصل إلا من جعل هدفه أولى الأولويات وتجاوز كل المثبطات فالصديق والقريب والحبيب سيعكسون رؤاهم السلبية على انجازاتك العبقرية ليقولون لك، عادي أنت شيء عادي، وكلما تجاهلت هذا الأمر ستتسع الفجوة بينك وبينهم وحين تكون على القمة، لن يصلك صوت القاعدين في القاع.

ليس كل ما حولك سيء ولكن الأيام وتداول الليل والنهار تؤكد أن الضربة من صديق توجع ألف مرة أكثر من ضربة العدو، ومع ذلك ستلقى من يحبك ويدعمك ويرفعك ويلهمك ابحث عنهم واعتني بهم وسيقومون هم بعمل ما يلزم لتكون في المكان الأفضل.

واصل على أي حال، فلن تجد كثيرا ممن يقول لك عن العشرة أعمال منجزة أنها كذلك، وستجد من يقيم لك الانجاز لينتقد الأخطاء، واصل على أي حال وانطلق نحو ما تسموا اليه ولا تتوقف حتى تصل، ودع عنك كل من يحاول تثبيطك فأنت أفضل مما تظن بنفسك بكثير، ما يهم أن لا تقف عند كل نقد وواصل حتى تصل.

أشرف غريب
لندن أونتاريو
30 يناير 2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية