معارك لا تنتهي في حرب الوعي



في الحروب المعاصرة، نجد كل الشبكات الاعلامية تركز على جانب دون آخر، فهي تكثف التركيز على جانب من جانبي الصراع، وتذكرنا في كل لحظة بتفاصيل دقيقة حول عدد القتلى واحصاءات تفصيلية من جنسهم وأعمارهم وطبيعة عملهم وربما أشياء أخرى كثيرة، تصل إلى تصنيف الخسارات من المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والمراكز الحكومية والمنظمات المدنية وتفند في تصنيفات متتالية في كل قنواتها الاخبارية على الفضائيات المتعددة ومنصات التواصل الاجتاعي.


وبعد قليل ستبتكر تصانيف جديدة وسنسمع عدد المفقودين من أهل الصحفيين، والأطباء، وعدد المفقودين بالارقام العشرية، فاليوم باتت تسجل بعض القنوات "تم انتشال ثلاثة جثامين ونصف" ومع الوقت سنسمع أخبار مثل "وصل إلى مستشفى كذا، اليوم، سبع جثامين وسبع أيدي وثلاثة أرجل ورأسين".

هذا التركيز إنما يبث في النفس شيء من الاحباط، وكأننا نخوض معركة مع الخيال، فالطرف الآخر لا شيء، يصيبة ولا يفقد أحدا، ولا يخسر لا اقتصاديا ولا معنويا ولا انسانيا ولا شيء، فقط جانب من الجانبين هو من يخسر هو من يفقد هو من يتكبد خسائر والجانب الآخر لا شيء يصيبه، ولذلك اتساءل هل هذا صدفة أم متعمد، وفي كلتا الحالتين علينا أن ندرك حقيقة ما يجري، فإن كنتم تألمون فأنهم يالمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية