تهمة تطوير الذات والتنمية البشرية


 لماذا توجه أصابع الاتهام دوما على التدريب والتنمية البشرية، وكأننا نعيش في عالم سوي متجانس الأركان وما يعصف به فقط دورات التدريب والتنمية البشرية، وهذا سؤال متكرر يؤكد لي دائما أن هنالك سبب للربط بين الخير والشر أو محاولة تجريم الفعل الجيد مقابل تحسين الفعل الشائن، دعنا نفترض مثلا

أن مجموعة من الأشخاص يلعبون، لعبة شعبية ولكن لا فائدة منها غير التسلية وقضاء وقت ممتع، يمكن أن ينظر البعض الى هذا الامر على انه تضييع للوقت ولكن من جهة أخرى ستجد من يقول أنه امر مقبول وحسن فهو فقط تسلية ولا تؤثر بشكل سلبي على أحد بالعكس ان اللاعبين ينغمسون في التسلية بعيدا عن اذية الاخرين، حسنا الاجابة مقبولة والانتقاد مرفوض والامر يسير

تهمة التنمية البشرية والتطوير الذاتي في هلاك المجتمعات تهمة نابعة عن محاولات الهروب من اليمين لليسار، وهذه الدعوات مكررة في أي عمل خير، وهذه التهمة قديمة، ولا شك ان هنالك ممارسات سيئة في التنمية البشرية والطب والهندسة والحكم والتجارة، فهل نكفر بكل شيء؟!!

لو افترضنا ان اللعة فيها ممارسات خاطئة، او غير مقبولة دينيا، هنا سيكون الخلاف اوسع وهكذا، ولكن ورد المثال للتأكيد على ان هنالك اشياء يمكن ان تكون حيادية وأشياء لا حيادية فيها ومع ذلك تجد هنالك الكثير من التدعيم لها، اذا الامر ليس في محرك الحلال والحرام فحسب ولكن هنا يدخل اتباع الهوى والجهل وقلة الخبرة والمعرفة

ماذا فعل لنا بتوع التنمية البشرية؟ سؤال يكثر طرحة ولكن الاجابة ليس على السؤال الخطأ بينما على السؤال الصائب وهو ماذا كان يفترض ان يفعلوا ولم يفعلوا، هنا نبدأ في الخوض في فرض بعض القيود عليهم، مثلا، هل اسهموا في تنمية الاقتصاد؟ الاجابة هل كان من المفترض عليهم ان يقومون بذلك؟ هذه السلسلة من الاسئلة تبين ان المشكلة ليست في التنمية البشرية ولا التطوير الذاتي ولكن في طريقة التعامل معها وانتقادها او تعزيزها

لاشك ان هنالك الكثير من الناس يمارس التنمية البشرية ممارسة سيئة ولكن هنالك ايضا كثير من الاطباء يمارسون مهنة الطب بطريقة سيئة فهل نكفر بالطب؟ وكذلك المهندسين والتجار وغيرهم، وهذا الامر مرتبط بالطبيعة البشرية وليس بطبيعة التنمية البشرية وتطوير الذات، اذا هنا يجب أن ندرك أننا مقابل طبيعة انسانية وليست تنمية بشرية، وبالتالي فالانسان الخير سيستخدم كل الادوات في الخير والانسان السيء سيطوع كل شيء الى الشر.

تعليقات