ترميم خروم الوقت

 

ترميم خروم الوقت


في عالم متسارع، ووسائل تواصل لا متناهية، عليك أن تبحث بشكل مستمر عن خروم الوقت، وتقوم بصيانة دوية للوقت وترميم خروم الوقت، والتي تسببها زحمة المنشورات ومتابعتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو الدعاية والاعلان التي تتعرض لها بشكل دوري على مدار الساعة ما بين طرفة عين وانتباهتها.


(1)

ألغي متابعتك للحساب التي قمت بمتابعتها قبل أشهر أو سنوات، في لحظة اغراء او حماس، وهي لا تفيدك بل تضرك وتضيع وقتك وتشتت تركيزك وتوهمك بأهميتها واحتياجك لها بينما هي مجرد خرم من خروم الوقت في حافظة وقتك اليومية، مثل حسابات المشاهير أو صناع المحتوى الذين ينشرون لمجرد النشر، فهم يكتبون في كل شيء، أهم مواقع التسوق وأهم مواقع الشراء وأهم مواقع الألوان وأفضل مواقع البحث عن الصور وأهم طرق المذاكرة وخلاصة الكتب وكل شيء حرفيا، فقط يجلسون لالتقاط أي معلومة أو فكرة وتحويلها إلى محتوى وتصميمه ونشره، بينما لا تعرف لهم تخصصا، أو ممكن يكونوا مختصين في مجال، ولكنهم يتكلمون في كل شيء حرفيا حتى في طرق صيانة الهاتف النقال، قم بحذف حساباتهم لأنهم مصدر تشتت واحباط وتحفيز إيجابي سام، لن يفيدك بشيء.


(2)

لست مضطرا لمتابعة كل حسابات التواصل الاجتماعي كل يوم، بعض الحسابات يمكن الرجوع لها مرة كل ثلاثة اسابيع، وبعضها مرة كل اسبوع او كل شهرين، وحساب واحد أو اثنين على الأكثر يمكن أن تتابعهم بشكل يومي،  ويمكن أن تعيش بدون متابعة وسائل التواصل الاجتماعي أصلا.


(3)

لا تكن موظف طوارئ، وكأنك في مهمة عمل رسمية طوال الوقت واضعا يدك على مكبح القيادة للانطلاق فورا بسيارة الاسعاف وانقاذ المريض، لا تجيب عن الاتصالات والرسائل طوال الوقت، اجعل لك وقتا للعمل لا تنشغل فيه بالهاتف او المقاطعات بالاتصالات والرسائل والرد عليها، هذا هو وقت الانجاز.


(4)

تجاوز هوس المعرفة، فأنت لست بحاجة لمعرفة أسباب انقراض الحوت الافريقي، ولن ينقص من وزنك شيء أن يفوتك معرفة مدينة الموت في أستراليا، كل هذه المعارف لست بحاجة لها، فتجاوزها ولا تضعها في المشاهدة لاحقا أو الاحتفاظ بالمفضلة.


(5)

عدم تدوين الأفكار والملاحظات، لأن ذلك سيعمل على تكوين مشتتات ذهنية متكررة لديك تحول دون القدرة على تجاوز الفكرة أو الاهمام بها أو الشعور بقدرتك على تنفيذها لاحقا، لذلك احتفظ بمكان لتدوين الأفكار والاحتفاظ بها دائما


(6)

بدء اليوم بدون قائمة مهام للانجاز، تتضمن توازنا بين أدوارك العملية والشخصية والاجتماعية والعائلية والصحية والنفسية، لأن ذلك سيجعل الأيام تمضي بطريقة نمطية تؤدي بتكون روتين محبط أو غير منجز على أقل تقدير


(7)

عدم التخطيط، فهو من أكبر خروم الوقت، لأنك دون امتلاك خطة عمل وجدول عمل وتنظيم للأوقات والأدوار في الحياة فغالبا سوف تفقد الكثير من الوقت دون السيطرة عليه


(8)

عدم وجود أهداف في الحياة، والسنة الحالية، وهذا من أكبر خروم الوقت التي تؤدي إلى عدم السيطرة على مدار اليوم والأسبوع لأنك غالبا سوف تفقد التوازن بين أدوار الحياة 


(9)

العلاقات السامة، وهي تلك الشخصيات التي تقطع توازنك اليومي في انجاز العمل أو الانضباط الذاتي والشخصي أو التأثير على توازنك العائلي او الاجتماعي، ومثل هذه العلاقات تعتبر مشتتا لانجازك الطبيعي في توازن أدوار الحياة



هنالك بالتأكيد دائما خروم للوقت يمكنك تحديدها أكثر من هذه التسعة وعليك البحث عنها وتحديدها وعلاجها ومحاولة اغلاقها حتى لا يتبدد وقتك وتتحول إلى شخصية منتجة ومنجزة ولكن كن مرنا فلا يمكن أن تخطط لكل ساعة من الأربع وعشرون ساعة، ولا يمكن السيطرة على كل شيء، ولكن سددوا وقاربوا

تعليقات