المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

معارك لا تنتهي في حرب الوعي

في الحروب المعاصرة، نجد كل الشبكات الاعلامية تركز على جانب دون آخر، فهي تكثف التركيز على جانب من جانبي الصراع، وتذكرنا في كل لحظة بتفاصيل دقيقة حول عدد القتلى واحصاءات تفصيلية من جنسهم وأعمارهم وطبيعة عملهم وربما أشياء أخرى كثيرة، تصل إلى تصنيف الخسارات من المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والمراكز الحكومية والمنظمات المدنية وتفند في تصنيفات متتالية في كل قنواتها الاخبارية على الفضائيات المتعددة ومنصات التواصل الاجتاعي. وبعد قليل ستبتكر تصانيف جديدة وسنسمع عدد المفقودين من أهل الصحفيين، والأطباء، وعدد المفقودين بالارقام العشرية، فاليوم باتت تسجل بعض القنوات "تم انتشال ثلاثة جثامين ونصف" ومع الوقت سنسمع أخبار مثل "وصل إلى مستشفى كذا، اليوم، سبع جثامين وسبع أيدي وثلاثة أرجل ورأسين". هذا التركيز إنما يبث في النفس شيء من الاحباط، وكأننا نخوض معركة مع الخيال، فالطرف الآخر لا شيء، يصيبة ولا يفقد أحدا، ولا يخسر لا اقتصاديا ولا معنويا ولا انسانيا ولا شيء، فقط جانب من الجانبين هو من يخسر هو من يفقد هو من يتكبد خسائر والجانب الآخر لا شيء يصيبه، ولذلك اتساءل هل هذا

الفوضى سبب التخلف والتنظيم سر التغييروالحل بيدك

 لا يخفى علينا اتساع الفجوة بين الشرق والغرب، ولدراسة أسباب ذلك علينا أن نبحث في العوامل السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية، وكل تلك الأسباب لها تأثيراتها ويلحقها تفاصيل تاريخية وجغرافية، ولكننا بالنظر إلى ثلاثة أسباب يمكننا أن نعتبرها الأهم والأكثر أولوية في تكوين تلك الفجوة عبر الزمن، سنجد أن العوامل السياسية والاجتماعية والشخصية هي الأكثر تأثيرا، حيث تعكس العوامل السياسية أسباب التخلف والتقدم والتهميش الاقتصادي والتعلمي، بينما تعكس الاسباب الاجتماعية انسياق المجتمع نحو الأغلبية الغير مؤهلة وليس أقلية النخبة، وهذا محل حوار ونقاش هام، وأخيرا يأتي السبب الشخصي الذي يعتبر أكبر العوامل تأثيرا. نعتقد غالبا أن العوامل السياسية هي الأكثر تأثيرا في اتساع هذه الفجوة، كيف لا وقد تسببت تلك العوامل بتهميش اقتصادي انعكس على التعليم ودارت في هذه الدوائر معارك مضنية ولا تزال، فانعزل التعليم عن الاقتصاد في الدول العربية نتيجة ذلك التأثير السياسي، وهذه العزلة أدت إلى انخفاض مستويات التقدم التعليمي، كونه بات غير مؤثرا في المجتمعات بشكل مباشر، وهذا واضح في الزراعة والصناعة والتنقيب وادارة الثروات