لماذا نكتب؟

أذكر كتاباتي في دفتر صغير قبل 25 سنة، كنت حينها شغف بقراءة كتابات المنفلوطي، وقراءة عيون الأخبار والعقد الفريد، وكتاب ألف ليلة وليلة، وكانت في كتابات الدكتور عائض القرني والشيخ علي الطنطاوي متعة خاصة، لها طابع فريد.

كنت أكتب بمقدار عشر ما أقرأ ولا أعتقد انني كنت سأصل إلى الإبحار في قراءة الكتب دون هذا الدافع القوي للكتابة، وكأنني كنت أقرأ حتى أكتب، لكنني لم أجد نفسي كما كنت أجدها في التخصصات العلمية.

عندما درست في الجامعة كانت التخصصات العلمية تغريني أكثر فدراسة الهندسة وتحليل النظم واهتمامي لاحقاً في تخصص تطوير أداء العمل للقطاع الأعمال والموارد البشرية، أثر كثيراً علي، في قراءة كتب التخصص والكتابة في ذات المجال.

في عام 1997 نشر أول مقال لي، وفي عام 2006 نشرت أول كتاب، لكن حركتي في الكتابة كانت بطيئة جداً، لأني كنت أضع جل اهتمامي وتركيزي في إنجاز المشاريع التي كنت أعمل مديراً لها، ولم أتوقف عن الكتابة لكنني أبطأت حركة النشر، نظير اهتمامي في الإنجاز.

لم تكن هنالك خطة أعتمد عليها في نشر وتأليف الكتب، لكنني خلال هذه السنوات، كتبت أكثر من 36 كتاب بعضها موجود على رفوف المكتبات وبعضها نشر ككتب إلكترونية على الإنترنت.

على العكس فإن خطتي في القراءة كانت واضحة وممنهجة لقراءة 50 كتاب في السنة، وقراءة 100 مقال، وكانت قراءة الكتب بالنسبة لي قراءة فقط في مجال التخصص، ولا أظن أنني قرأت دون ذلك أكثر من 10% من مجموع ما قرأت.

كان المحرك الرئيس للقراءة عندي هو الكتابة والإنجاز في العمل، وأضاف لي التدريب أكثر مما أضاف لي عمل غيره، حيث كنت أعيب على نفسي تقديم محاضرة في موضوع لم أقرأ فيه عشرات الكتب، ولا أبالغ إذا قلت أنني لم أفعل سوى مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة.

أكتب حتى يعمل ذلك المحرك القوي والدافع العملي للقراءة، وأحب التدريب لأنه ينقلني من جمود التفكير المنفرد إلى إبداع الحوار الجماعي، دربت أكثر من 15000 متدرب خلال سنوات عملي، وكان لهم فضل عظيم في تطوير معلوماتي وأفكاري وتفكيري ومهاراتي وشخصيتي.

لا يمكن تلخيص خبرة سنوات في مقال إلا أنني أفهم درساً غاية في الأهمية وهو أن الكتابة هي أكبر دافع للقراءة والتعلم والتغيير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحاسة الثامنة

من كسر بيضة الديك؟

سر نجاح اكبر 100 شركة سعودية